الجمعة، 4 أكتوبر 2013

الطفل الرياضي ثروة‏..‏ تبددها المنشطات

نظرا لتزايد الاهتمام بممارسة الرياضة في الأونة الاخيرة‏,‏ نظرا لإضافة درجات التفوق الرياضي لمجموع درجات المواد الدراسية‏,
خاصة في السنوات المصيرية مثل الثانوية العامة, ولما تحققه من شهرة أو عائد مادي أو إحساس بالتفوق بين الأقران... من أجل تحقيق ذلك قد يلجأ بعض المدربين غير الشرفاء للتوصية باستخدام الأدوية والعقاقير وتأتي الاستجابة من الأهل للثقة الزائدة في المدرب, والذي قد يلجأ إليها بدون علم من اللاعب أو أولياء الأمور لو كان من الناشئين.
توضح د.شريفة فهمي مصطفي مدرس العقاقير بكلية الصيدلة جامعة القاهرة وجامعة السادس من أكتوبرأن هذه الأدوية هي في الأصل علاجية تستخدم بأوامر الطبيب في حالات معينة وبجرعات صغيرة, ولكن بدأ المدربون منذ الخمسينات باستعمالها عشوائيا بعيدا عن الملاحظة وبجرعات تتجاوز المسموح بعشرات وأحيانا بمئات المرات ودون أي اهتمام أو معرفة بالآثار الجانبية المدمرة لمثل هذه الجرعات, وقد تظهر هذه الآثار بعد عدة أسابيع أو شهور أو سنوات فتقضي علي صحة اللاعب نفسيا وعضويا, وقد تقضي علي الحياة أحيانا, ولا يستطيع أحد ربط الأسباب لأن التعاطي يتم سرا.
وقد تم تقسيم العقاقير التي يساء استخدامها لتحفيز الأداء الرياضي لعدة مجموعات:
محظورة: ويتم الكشف عن وجودها داخل وخارج المسابقات, ومنها مجموعة المنشطات مثل الأمفيتامين والأفيدرين وغيرهما, ومجموعة المخدرات وهي للتغلب علي الشعور بالألم وتمنح اللاعب القدرة علي الاستمرار رغم الإصابة, مثل المورفين والميثادون وغيرها, ومجموعة الهرمونات وتقسم لعدة أنواع تبعا لنوع الهرمون المستخدم, منها( ومثال لها( هرمون الذكورة: التسترون ومشتقاته, وهناك أيضا مجموعة هرمونات النمو, ومجموعة هرمونات الغدة فوق الكلوية, ومجموعة موسعات الشعب الهوائية لاستيعاب مزيد من الأكسوجين والأداء الأعلي, ومجموعة عقاقير خافضة لضغط الدم لتحقيق مزيد من الثبات لرياضات مثل الرماية, ومجموعة مدرات البول, التي تساعد علي التنزيل السريع للوزن للرياضات التي يشترط فيها وزن معين للاعب, أو أحيانا تستخدم لسرعة إزالة آثار عقار كان يتم تعاطيه حتي لا يكتشف في الدم أو البول عند التحليل.
أما عن الآثار الجانبية للمنشطات فتوضح أن عقار مثل الانفيتامين ومشتقاته من المنشطات التي تعطي للاعب في صورة أقراص قبل المنافسة ومن الممكن حقنها وأحيانا تدخينها.
فالمنشطات تعطي للتقليل من الإحساس بالإرهاق ولتزيد الانتباه وتحسين المزاج العام وإعطاء الثقة, لكن من آثارها السيئة والجانبية أنها تحدث نوعا من الاعتماد النفسي عليها درجة أولية من الإدمان ولا يستطيع اللاعب الاستغناء عنها لما تحدثه من اعتدال للمزاج, كما أنها تدمر مراكز الإدراك علي المدي الطويل وتزيد من التوتر والقلق والأرق وتفقد الشهية وتزيد ضربات القلب وترفع ضغط الدم وقد تؤدي للسكتات القلبية.
أما بالنسبة للهرمونات فأشهرها هرمون التسترون, وهو شائع الاستخدام لما يحدثه من زيادة في حجم العضلات وقوة احتمال و تحفيز للأداء ومزيد من العدائية في الرياضات التي قد تحتا ج ذلك, ويعطي عن طريق الفم أو الحقن أو الدهان في صورة كريمات, وذلك حسب الحاجة والمدة الزمنية المطلوب فيها الأثر الفعال.
ومن أشد طرق التعاطي خطورة هي الفم في صورة أقراص, لما لها من تأثير خطير علي الكبد الذي قد يتلف تماما.
ومن الجدير بالذكر أن الجرعة المستعملة في الملعب تمثل مائة ضعف وأكثر من الجرعة المسموح بها طبيا, ومن آثاره المدمرة المؤكدة وقف إنتاج هذا الهرمون الذكوري الطبيعي في الجسم وإحداث ضمور في الخصيتين وانخفاض لعدد الحيوانات المنوية والعقم وتضخم البروستاتا. أما لو أعطيت للاعبات فتحدث تحول ذكوري في الشكل وضمور في الرحم وتوقف الدورة الشهرية وازدياد نمو الشعر في الجسم وضمور الثدي. وللتسترون آثارسلبية علي الأوعية الدموية والقلب, فهو يرفع ضغط الدم ويرفع مستوي الكوليسترول ويتسبب في الجلطات والسكتات القلبية والدماغية مع طول الاستعمال, كما أن له آثار نفسية علي المتعاطي مثل عدم التحكم في المشاعر والشعور بالقلق النفسي والاضطهاد, والخشونة والعدائية في التعامل, وعند محاولة إيقافه يحدث اكتئاب وقد يؤدي لمحاولات انتحار.
وتطالب د.شريفة ممارسي الرياضة خاصة في السن الصغيرة بالانتباه لما يعطيه المدرب لهم, وأنه يجب علي أولياء الأمور المتابعة والتحقق من كل ما يتناوله أبناءهم, وفي بعض الأحيان يقوم المدرب ببيع هذه العقاقير أو المكملات الغذائية مثل مساحيق البروتينات والأحماض الأمنية للاعب مدعيا ثقته بهذا النوع أو إمكانية الحصول عليه بسعر جيد, وهنا تحذر من هذا المسلك لأن العقاقير والمكملات حين تباع في الصيدليات تكون تحت إشراف وزارة الصحة وحاصلة علي ترخيص يؤكد صلاحيتها ومكوناتها, ولكن حين تباع خارج هذا الإطار تكون عرضة للغش أو إضافة مكونات أخري تؤدي للإدمان أو غيره
وفي إشارة إلي إمكانية الاستعانة بالأعشاب الطبية والمكونات الطبيعية لتحفيز أداء اللاعبين قالت- علي سبيل المثال- أنه ثبت أن شرش الألبان يحتوي علي الأحماض الأمينية نفسها التي توجد في المكملات الغذائية التي تباع للرياضيين, وأنه توجد هذه الأحماض أيضا في بياض البيض والحبوب الكاملة مثل القمح والشوفان والأرز والبازلاء, كما أن الأحماض الدهنية الأساسية توجد في زيت السمك والزيت الحار واللب وعين الجمل, وأن مشروب الحلبة يوجد به تأثير مقوي للهرمونات الذكورية, والعرقسوس له تأثير مماثل للهرمونات فوق الكلوية التي تقلل من الإحساس بالألم وتقليل الالتهابات كما ينظم حرق الطاقة أيضا, ومشروب التمر هندي غني بالأحماض الأمينية والأملاح والمعادن, أما الشاي الأخضر فهو يساعد علي تحفيز المناعة ومضاد للأكسدة فيحمي الجسم من التأثير السلبي للمجهود البدني الكبير ويساعد علي زيادة الانتباه والنشاط.
ومن المنشطات الصحية أيضا مشروب الزنجبيل, وهناك نباتات تعطي مفعولا أقوي من النشاط والاحتمال مثل الجينسنج والجينكو بيلوبا والتي تعطي في صورة أقراص أو كبسولات, ويفضل أن يكون تناولها تحت إشراف طبي حتي لا يكون هناك تعارض بينها وبين أي حالة طبية قد يعاني منها اللاعب مثل ارتفاع ضغط الدم أو غيره



المصدر الاهرام





ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.