الجمعة، 11 أكتوبر 2013

اسأل مجرب‏!‏

بريد الجمعة تكتبه - جيهان الغرباوى
الكتب الجيدة لا يكتبها المؤلفون والصحفيون وحدهم‏,‏ لكن أصحاب التجارب في الحياة‏,‏ يصيغون من تراكم الأيام وعذاب الليالي‏, ومن صدق الاحساس وقوة الذي عايشوه من التقلبات والأحداث‏,‏ سطورا عميقة‏,‏ تستحق القراءة‏,‏ وفصولا طويلة‏,‏ تملأ كتبا و تستحق التأمل‏,‏ بل وتستوجب الاعتبار والتعلم‏.‏
لقد أدهشتني وأمتعتني مئات الرسائل التي انهالت علي بريد الجمعة, الاسبوع الماضي علي وجه الخصوص, في تعاطف ايجابي لا مثيل له, مع مشكلة نشرتها بعنوان( مستقبل غامض), وطلبت من قراء الصفحة نصيحة من واقع التجربة, لصاحبة الرسالة التي يهددها زوجها بالطلاق, ان هي لم تجهض حملها في طفلها الثالث,بسبب الظرف المادي الحالك, وخسارة الزوجين عملهما, بعد ضرب السياحة في مصر.
لقد ربحت صاحبة الرسالة الخائفة, بدلا من رد واحد, مئات الردود, التي نضج كثير منها علي نار تجارب واقعية, وأراد اصحابها بكل رحمة وحب ألا يكتوي غيرهم, بنفس حريق الألم والندم الذي عانوه.

◘◘ المحـــــــــررة



اكثر من هذا دخل قراء بريد الجمعة في نقاش واسع فيما بينهم( علي النسخة الالكترونية للصفحة) واشترك اطباء في وضع اراء متخصصة تعالج نفس المشكلة, وعرض بعض رجال الاعمال وظيفة للزوج, وفاجأني قارئ كريم وهو مصري يعمل في أبو ظبي بأن عرض علي الاب والام كفالة الوليد القادم من يوم مولده حتي سنته الأولي بالمدرسة, عسي يشجعهم ذلك علي تركه يحيا كما اراد الله له, ويأتي للدنيا علي الرحب والسعة, وفي هذه الأثناء تكون السياحة عادت لمصر وتحسنت الأحوال و(يعدلها ربنا)!
قراء بريد الجمعة( وما ادراك ما قراء بريد الجمعة) كم انتم رائعون, وايجابيون, ومحبون للخير والحياة والحق. لا خوف علي مصر وانتم فيها, ولا خوف من المستقبل والمصريون علي هذا القدر من الانسانية والتدين.
70% تقريبا اشتركت رسائلهم في ذكر الآية الكريمة( ولا تقتلوا أولادكم خشية املاق نحن نرزقهم واياكم ان قتلهم كان خطئا كبيرا), وذكر البعض قوله( وفي السماء رزقكم وما توعدون) و( من يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب), حتي القارئ الوحيد الذي انحاز لتفكير الزوج وانتقد الأسلوب العاطفي للشعوب الاسلامية وادعي انه من اهم اسباب التخلف, طالب الزوجة بتحكيم العقل علي حد وصفه مذيلا رسالته بعبارة( لا يكلف الله نفسا إلا وسعها), اي انه في نفس الرسالة التي رفض فيها رأي الدين, بني منطقه علي نص من القرآن الكريم(!!)
اعزائي.. تعود الكثيرون قراءة هذه الصفحة, كي يطالعوا المشكلات, ويأخذوا منها العبرة, فدعونا نجرب هذه المرة قراءة الحلول, ربما نستفيد أكثر من خبرات أرسلها أصحابها, ووقائع حدثت بالفعل:
<><
انا الدكتور شريف فكري استشاري النساء و التوليد و العقم, في مستشفي الجلاء التعليمي, سني64 سنة وخبرتي لا يستهان بها, ردي يتلخص في المحاور الآتية
1 الحل ليس في قتل الجنين.
2- الإجهاض عملية تجلب النحس للأم و الأب و الطبيب و حتي طبيب التخدير.
3- عندي اكثر من سيدة اجرت هذه العملية ثم دارت علي اطباء بالاشعات والتحاليل بخصوص ورم في صدرها,, لكن بعد استئصال كامل لصدرها النتيجة النهائية كانت سلبية!
واعرف مريضات اخريات, احداهن زوجة رجل كان يعمل في توظيف الاموال- وكلنا يعرف ما حدث لهم من تفليس و سجن و بهدلة- لكنها اختارت احياء الروح و الجنين, فخرج زوجها من السجن وكان المولود وكان فأل سعد عليهم جميعا, عندي100 مثال آخر, لنفس الشيء
انا سيدة في الستين من عمري و مررت بنفس التجربة فأنا ام لابنتين و ولد, خسر زوجي كل فلوسة في الريان, عانيت كثيرا و فكرنا في نقل اولادنا من مدارس اللغات لمدارس حكومية فقد كانت حالتنا المادية سيئة الي اقصي درجة. وقد حملت في هذا الوقت واصبت بصدمة نفسية فظيعة وذهبت لدكتور أمراض النساء الخاص بي و هددية بالانتحار اذا لم يجهض الحمل, كان رافضا تماما لمثل هذه العمليات, لكنه قبل مساعدتي بعد الضغط و التهديد بالانتحار و تمت العملية فعلا. و استمرت حالتنا المادية السيئة و بعد فترة سافر زوجي للعمل بالخارج و تحسنت حالتنا,
و ندمت اشد الندم لفقداني هذا الطفل. كل مولود يأتي برزقه, وأقول لصاحبة المشكلة اصبري و يمكنك العمل أي عمل حتي تستقر الأوضاع, من يعلم ؟؟
<><
انا زوج طلب من زوجته الاجهاض واستجابت تحت ضغط الخوف والتهديد بالانفصال, ومرت سنتان من بعدها تصورنا فيها ان الامر انقضي وان حياتنا الزوجية, عادت مستقرة, وجيدة, وكنت اعتقد ان موقفي سليم وعين العقل, فأنا أرفض ان يكون لي طفل صغير واتحمل مسؤليته النفسية واعبائه المادية, وانا في بداية الخمسين من عمري, ولم يعد جهازي العصبي يتقبل الصراخ والسهر والقلق الذي يستتبعه كل مولود جديد في البيت, بخلاف ان لي من زيجة سابقة, اولادا كبارا ومتزوجون وهذا الطفل قد يسبب لي احراجا كبيرا بينهم, لكن يشاء السميع العليم, ان يتوفي زوج ابنتي الكبري وهي حامل, وتأتي وتعيش معي وتضع مولودها الأول في بيتي, واصبحت بطبيعة الحال- ماديا ومعنويا- مسئولا عنهما بشكل يستوجب أداء كل واجبات الاب, التي خشيت منها ورفضتها فيما قبل, مضافا لذلك حسرتي علي مصير ابنتي وابنها اليتيم, الضعيف, من يستطيع عناد المشيئة الإلهية ؟؟؟
<><
انا( محمد....- من القاهرة) حين صارحتني زوجتي بحملها في ابني الثالث وانا في نهاية الاربعينات من عمري غضبت اشد الغضب, وطالبتها بالاجهاض وإلا الفراق والطلاق, وكنت مصرا علي موقفي رغم توسلاتها وبكائها ووساطة امي وحماتي, لكن زوجتي تمسكت بالطفل, وبعد فترة ليست طويلة وجدت نفسي أتجاوز الأمر نفسيا واقبله, بل دعيني اصارحك ان ابني الثالث الاصغر( آخر العنقود) هو احب واقرب ابنائي الي قلبي الآن, وهو فرحتي التي اشكر الله ان حفظها لي رغم قصر نظري وحماقة تفكيري وقتها!


المصدر الاهرام


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.