بريد الجمعة تكتبه:جيهان الغرباوى
في الاسبوع الماضي نشرنا قصة الطبيب الشاب الذي دخل كلية الطب بناء علي رغبة والده والحاحه وضغطه, بينما كان يرغب هو في دراسة الفنون الجميلة او الآثار..
في الاسبوع الماضي نشرنا قصة الطبيب الشاب الذي دخل كلية الطب بناء علي رغبة والده والحاحه وضغطه, بينما كان يرغب هو في دراسة الفنون الجميلة او الآثار..
ومع ذلك بعد أن اجتهد الشاب ونجح كطبيب وأصبح يسافر للخارج في مؤتمرات متوالية, قابل في احدي دول العالم الكبري طبيبة صيدلانية أجنبية وكانت شابة جميلة ومرحة, أحبها وأحبته بصدق, وحين رغبا في الزواج, وقف الاب مرة اخري ومعه الام يرفضان فكرة الزواج من اجنبية من حيث المبدأ والتفاصيل, وللمرة الثانية اراد الأب ان يختار لابنه مستقبله كما يراه هو.
للمرة الثانية اراد الاب ان يختار لأبنه مستقبله كما يراه هو, فأختار له عروسا من العائلة الكبيرة التي تمتاز بالنفوذ والثراء, لكن الابن قرر ان يتمرد ويرفض ويختار زوجته كما يحب ويريد دون تدخل او ابتزاز عاطفي من اي طرف خارجي, وهنا كتب لنا قراره وارسل للصفحة قصته ليتأكد أن كان علي صواب, ويستنير برأي اصحاب تجارب مماثلة, أو ربما لأنه أراد عمل( بروفة) علي إعلان حبه وقرار زواجه علي الملأ وفوق رءوس الأشهاد, وجعل ارتباطه بالمرأة التي يحب خبرا واقعيا مؤكدا, ومنشورا في الاهرام بذاته(!)
كل تقديري لدوافع الطبيب الشاب أيا كانت, ومع اعتزازي برسالته, التي أحدثت ردود أفعال أكبر مما توقعت, وصلت إلي( مفاجأة) بين عدد كبير من رسائل القراء, التي علقت ونصحت أو اهتمت وحكت عن تجاربها الشبيهة مع سلطة الوالدين أو تسلط احدهما واستبداده في إختيار مصير الابن ورسم حياته علي هوي الأب أو الأم وليس بطريقة صاحب الاختيار والقرار الاصلي.
نعود للمفاجأة التي وصلتني, وهي رسالة باللغة الإنجليزية من( مارتا)32 عاما, من بولندا, ومتزوجة من مصري, وتقيم حاليا بالإسكندرية.
مارتا لا تقرأ اللغة العربية ولا تكتبها, لكنها تفهمها( سماعي) بشكل جيد, وتتكلم بها حين تستدعيها الظروف لذلك, وقد استرعت القصة التي نشرناها عن الزواج من أجنبية اهتمامها واهتمام زوجها, الذي قرأ لها رسالة بريد الجمعة وترجم لها التفاصيل, وهما بأحد المطاعم علي الشاطئ, فتحمست مارتا وبمجرد ان عادت بيتها, كتبت لي علي البريد الالكتروني, ردا وجدته أصدق تعبير وتعليق علي مشكلة صديقنا صاحب مشكلة الاسبوع الماضي ويطيب لي ان تقرأو الرسالة معي, بعد ترجمتها, في السطور التالية:
>> أنا مارتا ولدت وأنهيت دراستي الجامعية بإحدي مدن بولندا الجميلة القريبة من الحدود مع دولة التشيك, حين تعرفت علي شاب مصري كان في زيارة عمل لبولندا, واحببته, رفضت أسرتي زواجنا بشكل قاطع, فهو مسلم أسمر من الشرق الاوسط, ومعظم شباب دول تلك المنطقة حين يتزوجون من اروبيات, يكون زواجا للمصلحة, أو لتسهيل الهجرة والاقامة, وقد يظهر فيما بعد انه متشدد دينيا ويأخذ الاطفال ويسافر بهم إلي بلاده ويحرم أمهم من العيش معهم, بشكل عام الزواج من الشباب العربي والمسلم مشكلاته كثيرة بالنسبة لنا, ونسبة المخاطرة فيه عالية, لذا رفضت أمي تلك الزيجة بشكل نهائي, ورغم حبي للشاب المصري الذي صار اليوم زوجي, كانت امي تكرهه لدرجة انها قطعت علاقتها بي منذ تزوجته واتيت لاعيش معه في مصر.
خالي هو الذي قابله حين جاء لزيارتنا في البيت, في البداية كان ممتعضا من الفكرة ومنه, لكنه وجده يتحدث معه بحماس شديد, لدرجة أنه تعلم كثيرا من اللغة البولندية, ليستطيع اقناعه بزواجنا, وبالفعل تأثر خالي بإخلاص ذلك الشاب المصري الوسيم, وبعد فترة وافق ودعم زواجنا.
مضي علي زواجي الآن نحو5 سنوات, وأنا أحب زوجي المصري جدا وفخورة به فهو رجل طيب ومتميز في عمله ويحبني ويريد أن يسعدني طوال الوقت, ولكن.. صدقا الحياة في مصر صعبة جدا, علي السيدات القادمات من أوروبا او امريكا او غيرها( بلاد الخارج) كما يسميها المصريون.
بعد الثورة بالذات وإنخفاض درجة الأمن في الشوارع تتعرض كثيرا من السيدات, خاصة الشقراوات الاجنبيات للتحرش, وأينما أذهب أشعر بخوف وضعف وبسبب ملامحي يعرف كل من حولي اني غريبة وقد يحاولون إيذائي نفسيا أو بدنيا بشكل متعمد, وهذا صار يحدد إقامتي ويسبب لي ضيقا كبيرا و نوبات من البكاء المتكرر.
لا أستطيع الذهاب إلي أي مكان أو شراء أي شئ وحدي, وإن لم يصاحبني زوجي في كل خطوة, لا أستطيع التنقل أو الحركة.
لقد أشهرت إسلامي, رغم أن زوجي كان يقول لي إن ديانتي أمر خاص بي وهو يحبني ويريد الزواج مني, حتي لو بقيت علي ديني, لكني اقتنعت بالإسلام, وكانت تلك مفاجأة سارة لأسرة زوجي, جعلتهم يباركون زواجه مني, ويتقبلونني سريعا كفرد جديد في العائلة, انا ارتدي ملابس رسمية و محتشمة ومع ذلك لا اسلم من التعليقات والمضايقات في كثير من الأماكن بسبب لوني او شعري الفاتح, لذا أصبحت أضيق بفوضي الشارع وأطلب من زوجي السفر ومغادرة مصر الي أي بلد اخر نعمل ونستقر ونتحرك فيه بحرية وآمان وبغير قلق أو خوف من العنف.
أكتب لكم قصتي بتفاصيلها, كي يري الشاب الذي يفكر في الزواج من أجنبية,أو من مثله في قراء هذه الجريدة الشهيرة, وجها آخر من الصورة والتجربة.
أنا وزوجي نؤكد لكم إن الحب مهم للغاية, ولم نندم علي زواجنا, لكن الحياة بها اشياء لم نرتب لها, ودائما هناك صعوبات وتحديات, فكروا فيها واسألوا انفسكم عنها, وانتم تحددون إختياركم, ولا تستغنوا عن الحب أبدا.
للمرة الثانية اراد الاب ان يختار لأبنه مستقبله كما يراه هو, فأختار له عروسا من العائلة الكبيرة التي تمتاز بالنفوذ والثراء, لكن الابن قرر ان يتمرد ويرفض ويختار زوجته كما يحب ويريد دون تدخل او ابتزاز عاطفي من اي طرف خارجي, وهنا كتب لنا قراره وارسل للصفحة قصته ليتأكد أن كان علي صواب, ويستنير برأي اصحاب تجارب مماثلة, أو ربما لأنه أراد عمل( بروفة) علي إعلان حبه وقرار زواجه علي الملأ وفوق رءوس الأشهاد, وجعل ارتباطه بالمرأة التي يحب خبرا واقعيا مؤكدا, ومنشورا في الاهرام بذاته(!)
كل تقديري لدوافع الطبيب الشاب أيا كانت, ومع اعتزازي برسالته, التي أحدثت ردود أفعال أكبر مما توقعت, وصلت إلي( مفاجأة) بين عدد كبير من رسائل القراء, التي علقت ونصحت أو اهتمت وحكت عن تجاربها الشبيهة مع سلطة الوالدين أو تسلط احدهما واستبداده في إختيار مصير الابن ورسم حياته علي هوي الأب أو الأم وليس بطريقة صاحب الاختيار والقرار الاصلي.
نعود للمفاجأة التي وصلتني, وهي رسالة باللغة الإنجليزية من( مارتا)32 عاما, من بولندا, ومتزوجة من مصري, وتقيم حاليا بالإسكندرية.
مارتا لا تقرأ اللغة العربية ولا تكتبها, لكنها تفهمها( سماعي) بشكل جيد, وتتكلم بها حين تستدعيها الظروف لذلك, وقد استرعت القصة التي نشرناها عن الزواج من أجنبية اهتمامها واهتمام زوجها, الذي قرأ لها رسالة بريد الجمعة وترجم لها التفاصيل, وهما بأحد المطاعم علي الشاطئ, فتحمست مارتا وبمجرد ان عادت بيتها, كتبت لي علي البريد الالكتروني, ردا وجدته أصدق تعبير وتعليق علي مشكلة صديقنا صاحب مشكلة الاسبوع الماضي ويطيب لي ان تقرأو الرسالة معي, بعد ترجمتها, في السطور التالية:
>> أنا مارتا ولدت وأنهيت دراستي الجامعية بإحدي مدن بولندا الجميلة القريبة من الحدود مع دولة التشيك, حين تعرفت علي شاب مصري كان في زيارة عمل لبولندا, واحببته, رفضت أسرتي زواجنا بشكل قاطع, فهو مسلم أسمر من الشرق الاوسط, ومعظم شباب دول تلك المنطقة حين يتزوجون من اروبيات, يكون زواجا للمصلحة, أو لتسهيل الهجرة والاقامة, وقد يظهر فيما بعد انه متشدد دينيا ويأخذ الاطفال ويسافر بهم إلي بلاده ويحرم أمهم من العيش معهم, بشكل عام الزواج من الشباب العربي والمسلم مشكلاته كثيرة بالنسبة لنا, ونسبة المخاطرة فيه عالية, لذا رفضت أمي تلك الزيجة بشكل نهائي, ورغم حبي للشاب المصري الذي صار اليوم زوجي, كانت امي تكرهه لدرجة انها قطعت علاقتها بي منذ تزوجته واتيت لاعيش معه في مصر.
خالي هو الذي قابله حين جاء لزيارتنا في البيت, في البداية كان ممتعضا من الفكرة ومنه, لكنه وجده يتحدث معه بحماس شديد, لدرجة أنه تعلم كثيرا من اللغة البولندية, ليستطيع اقناعه بزواجنا, وبالفعل تأثر خالي بإخلاص ذلك الشاب المصري الوسيم, وبعد فترة وافق ودعم زواجنا.
مضي علي زواجي الآن نحو5 سنوات, وأنا أحب زوجي المصري جدا وفخورة به فهو رجل طيب ومتميز في عمله ويحبني ويريد أن يسعدني طوال الوقت, ولكن.. صدقا الحياة في مصر صعبة جدا, علي السيدات القادمات من أوروبا او امريكا او غيرها( بلاد الخارج) كما يسميها المصريون.
بعد الثورة بالذات وإنخفاض درجة الأمن في الشوارع تتعرض كثيرا من السيدات, خاصة الشقراوات الاجنبيات للتحرش, وأينما أذهب أشعر بخوف وضعف وبسبب ملامحي يعرف كل من حولي اني غريبة وقد يحاولون إيذائي نفسيا أو بدنيا بشكل متعمد, وهذا صار يحدد إقامتي ويسبب لي ضيقا كبيرا و نوبات من البكاء المتكرر.
لا أستطيع الذهاب إلي أي مكان أو شراء أي شئ وحدي, وإن لم يصاحبني زوجي في كل خطوة, لا أستطيع التنقل أو الحركة.
لقد أشهرت إسلامي, رغم أن زوجي كان يقول لي إن ديانتي أمر خاص بي وهو يحبني ويريد الزواج مني, حتي لو بقيت علي ديني, لكني اقتنعت بالإسلام, وكانت تلك مفاجأة سارة لأسرة زوجي, جعلتهم يباركون زواجه مني, ويتقبلونني سريعا كفرد جديد في العائلة, انا ارتدي ملابس رسمية و محتشمة ومع ذلك لا اسلم من التعليقات والمضايقات في كثير من الأماكن بسبب لوني او شعري الفاتح, لذا أصبحت أضيق بفوضي الشارع وأطلب من زوجي السفر ومغادرة مصر الي أي بلد اخر نعمل ونستقر ونتحرك فيه بحرية وآمان وبغير قلق أو خوف من العنف.
أكتب لكم قصتي بتفاصيلها, كي يري الشاب الذي يفكر في الزواج من أجنبية,أو من مثله في قراء هذه الجريدة الشهيرة, وجها آخر من الصورة والتجربة.
أنا وزوجي نؤكد لكم إن الحب مهم للغاية, ولم نندم علي زواجنا, لكن الحياة بها اشياء لم نرتب لها, ودائما هناك صعوبات وتحديات, فكروا فيها واسألوا انفسكم عنها, وانتم تحددون إختياركم, ولا تستغنوا عن الحب أبدا.
المصدر الاهرام
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.