نشأت في بيت أبيها مدللة حتي صارت شابة, وفي كل يوم تضع لمسة في الصورة التي ترسمها للفارس الذي سترتبط به ويجمعهما بيت واحد.. بيت خاص بهما.. ومضت الأيام وتأخر قدوم ذلك الفارس الذي لديه سكن خاص, حتي أدركت أن قطار العمر يجري بسرعة وأنه لم يعد للأحلام مكان في الواقع, وأصبحت مستعدة لقبول من يتقدم لخطبتها حتي لو اضطرت للعيش معه في بيت العائلة..
هذا هو السيناريو الذي أصبح جزءا من واقعنا في ظل الظروف الاقتصادية الضاغطة وارتفاع أسعار السكن.. فهل بيت العائلة وسيلة مناسبة لحل هذه المشكلة أم أن لها تبعات يجب وضعها في الحسبان حتي لا يتحول من وسيلة لحل مشكلة إلي سبب لتفاقم المشكلات علي المستوي الأسري.. والعائلي؟
تبدأ مريم أحمد- طالبة- عرض وجهة نظرها قائلة: أري أن إيجابيات بيت العائلة كثيرة ولن تكون هناك أي مشكلات بين الزوجة والحماة طالما أن كلا منهما تقدم تنازلات لكي تسير المركب, وأعتقد أن الزوجة هي المحور الرئيسي, فإن كان لديها القدرة أن تجعل أهل زوجها يحبونها ستعيش معهم بحب معززة مكرمة, لكن المشكلة أن الفتيات لديهن مفاهيم خاطئة بسبب الإعلام وهي أن الحماة بعبع يجب الاحتياط منه!
ويقول محمد المليجي- مهندس: أرفض تماما مبدأ إقامة أي من بناتي في بيت العائلة ولا أمانع في أن يقوم الشاب بتأجير شقة صغيرة حتي لو كانت غرفة واحدة, إذا كانت ظروفه المادية لاتسمح بأخري كبيرة, بل ومن الممكن أن أساعده في بداية حياته, وقد حدث ذلك بالفعل عندما تقدم لابنتي شاب علي خلق ودين وكان يريد أن تعيش معه في بيت العائلة فأقنعته أني سأجهز ابنتي بكل ماتحتاجه و عليه أن يوفر كل مليم لشراء شقة, وهما يعيشان الآن سعيدان في حي شعبي وعندما تحكي لي ابنتي أن سلفتها غير راضية عن معيشتها في بيت العائلة أحمد ربي أني اتخذت القرار الصحيح.
وعلي جانب آخر يضطر بعض الشباب إلي الموافقة علي الإقامة مع أهل زوجته.. حيث تقول داليا محمد- موظفة- إن أبي اشترط علي خطيبي أن نقيم معهم في المنزل حتي لا أتركهم, خاصة بعد زواج إخوتي وسفرهم خارج مصر.
ويشير حسين عبد الله- محاسب- إنه يرفض هذه الفكرة لأنه لن يشعر أنه مسئول عن بيته ويتصرف فيه كما يشاء, وخوفا من حدوث أي مشاكل مع حماته تؤثر علي علاقته بزوجته فهو يفضل الاستقلال بحياته والاعتماد علي نفسه.
أما سامح علي- طبيب- فلايمانع من أن يعطي شقة لابنته بشرط أن يقوم العريس بتجهيزها حتي يشعر الزوج بأن زوجته ليست رخيصة.
تقول د.رشـا الجـنـدي مدرس علم النفس بكلية التربية جامعة بني سويف إن إقامة الزوجين في بيت العائلة له مميزات و له أيضا مساوئ, ومن مميزاته لم الشمل حيث أصبحت مشاغل الحياة أحد أسباب التباعد بين أبناء الأسرة الواحدة حتي قبل الزواج فما بالنا بعده حيث يصبح من الصعب زيارة الأهل يوميا أو علي فترات متقاربة, بعكس ما إذا كانوا يسكنون بمنزل واحد.
أما بالنسبة للعيوب فمنها عدم الاعتماد علي النفس لاستمرار التواكل علي الأهل, بالإضافة إلي افتقاد لذة بدء الحياة الجديدة, التي من أهم شروطها الانفصال الأسري ومواجهة المشكلات ومحاولات حلها, هذا بالإضافة إلي العبء المادي الكبير الواقع علي الأهل لأن الزوجان سيشاركان الأسرة في تكاليف الحياة, كما أنه من العيوب الخطيرة قلة هيبة الرجل أمام زوجته بشكل لاشعوري, فهي تري أنه مازال يعتمد علي الغير. وشيئا فشيئا يصبح لديها شعور داخلي بأن الحماية لها تكون من الأهل وليس الزوج, لذا يجب علي كل أسرة أن توضح هذا الأمر لابنها جيدا ولاتشجعه علي الحياة المشتركة بعد الزواج, بل علي العكس إذا كانت ظروف الزوجين الاقتصادية لا تسمح لبدء حياة مستقلة فالأفضل هو الصبر والتأجيل لحين تحسن الظروف عن سرعة الزواج والعيش بهذه الطريقة.
ويبدأ د.أحمد يحيي عبد الحميد أستاذ الاجتماع بجامعة قناة السويس كلامه موضحا أن الحياة العائلية تطورت إلي عدة أشكال وكان آخرها العائلة الكبيرة, إلا أنه مع انتشار الصناعة في المدن أصبح الشكل الحديث لهذه الحياة هو الأسرة النووية التي تضم الزوج والزوجة والأبناء, مضيفا أنه نتيجة للمشكلات الاقتصادية وعدم توفر إمكانيات لشراء منزل للزوجية قد يضطر البعض إلي السكن مع الوالدين في نفس الشقة أو العمارة وهذا ينشيء علاقات بعضها إيجابي وغالبيتها سلبي, ومن الإيجابيات صلة الرحم والتواصل والمساندة الاجتماعية. وإقامة الزوجين في منزل الأسرة-كما يري- يعتبر صمام أمان لعدم الإقدام علي العنف الأسري, إضافة إلي توفير بعض النفقات نتيجة للمصروف العائلي.
أما السلبيات فأهمها عدم القدرة علي التأقلم مع أسرة الآخر نتيجة لاختلاف الطباع والتنوع الثقافي وعدم وجود حوار, لذلك إن لم يكن الرجل يملك من الحكمة والعقلانية والوعي أسلوب التعامل بصفة يومية مع حماته أو أي من أفراد العائلة- إذا كان سيقيم في بيت عائلة الزوجة- قد تحدث مشاكل لاحصر لها خاصة وأن الزوجة في هذه الحالة تستند في تصرفاتها الي وجود حماية مباشرة من والديها, بالإضافة إلي مايعرف في الثقافة المصرية بكسر نفس الرجل لأن الأصل أن الزوج هو المسئول عن توفير السكن, وإذا إضطر الي قبول الإقامة مع أسرة زوجته فهذا ينقص كثيرا من مكانته ومن سيطرته علي منزله.
وتشير بعض الدراسات إلي أن الذين يقبلون هذا الوضع يتنازلون عن كثير من حقوقهم في مقابل تسيير الحياة وعدم الصدام الذي غالبا مايحدث إما بشكل مباشر أو غير مباشر وينتهي إما إلي الخضوع وبيع القضية أو إلي المواجهة والانتهاء بالطلاق, لذلك من الأفضل أن يسعي الرجل إلي الاستقلالية وأن يعيش حياته بقدر من الحرية حتي يستطيع أن يتحكم في مجريات الأمور, وأن يبني هو وزوجته حياتهما دون تأثير أي طرف حتي ولو كان الأهل, وإن كانت هناك ضرورة لذلك فلابد أن يكون في إطار من الاتفاق بين الأطراف علي احترام كل منهم خصوصية الآخر.
أما د.محمد سمير عبد الفتاح أستاذ علم النفس بكلية الآداب جامعة عين شمس,فيقول إن الحياة في بيت العائلة أمر جميل حيث يضفي جوا من الأمان والطمأنينة وذلك مع وجود الحب والتفاهم المتبادل بين الجميع, أما إذا كانت الزوجة شخصية إنطوائية فمن الصعب استمرار حياتها في بيت العائلة لأن طبيعتها لا تسمح بالاختلاط مع أهل زوجها ولا بتدخلهم في أمورها, و أن الزوج الذي يقبل الحياة في منزل الزوجة يعيش كالضيف بل ويصبح أقل قيادة.
ويضيف موضحا: الحياة في بيت العائلة تعتبر نظاما اجتماعيا متداخلا تتشابك فيه العلاقات الأسرية, وهذا قد يسبب الإزعاج لأحد الزوجين بسبب عدم القدرة علي التأقلم مع البيئة الجديدة, بالإضافة إلي عدم تحمل كل منهما للمسئولية بشكل كامل نظرا لكونهما جزءا من نسق أسري كبير, ومع ذلك يري د.سمير أن الصغير هوالأكثر استفادة لأنه سيحصل علي جرعة مضاعفة من الحنان من جدته وجده خاصة في السنوات الأولي من عمره, كما أن بيت العائلة من الممكن أن يقلل حدة التوتر الاجتماعي والنفسي للزوجين والأبناء لأن الهموم تتوزع علي الجميع.
تبدأ مريم أحمد- طالبة- عرض وجهة نظرها قائلة: أري أن إيجابيات بيت العائلة كثيرة ولن تكون هناك أي مشكلات بين الزوجة والحماة طالما أن كلا منهما تقدم تنازلات لكي تسير المركب, وأعتقد أن الزوجة هي المحور الرئيسي, فإن كان لديها القدرة أن تجعل أهل زوجها يحبونها ستعيش معهم بحب معززة مكرمة, لكن المشكلة أن الفتيات لديهن مفاهيم خاطئة بسبب الإعلام وهي أن الحماة بعبع يجب الاحتياط منه!
ويقول محمد المليجي- مهندس: أرفض تماما مبدأ إقامة أي من بناتي في بيت العائلة ولا أمانع في أن يقوم الشاب بتأجير شقة صغيرة حتي لو كانت غرفة واحدة, إذا كانت ظروفه المادية لاتسمح بأخري كبيرة, بل ومن الممكن أن أساعده في بداية حياته, وقد حدث ذلك بالفعل عندما تقدم لابنتي شاب علي خلق ودين وكان يريد أن تعيش معه في بيت العائلة فأقنعته أني سأجهز ابنتي بكل ماتحتاجه و عليه أن يوفر كل مليم لشراء شقة, وهما يعيشان الآن سعيدان في حي شعبي وعندما تحكي لي ابنتي أن سلفتها غير راضية عن معيشتها في بيت العائلة أحمد ربي أني اتخذت القرار الصحيح.
وعلي جانب آخر يضطر بعض الشباب إلي الموافقة علي الإقامة مع أهل زوجته.. حيث تقول داليا محمد- موظفة- إن أبي اشترط علي خطيبي أن نقيم معهم في المنزل حتي لا أتركهم, خاصة بعد زواج إخوتي وسفرهم خارج مصر.
ويشير حسين عبد الله- محاسب- إنه يرفض هذه الفكرة لأنه لن يشعر أنه مسئول عن بيته ويتصرف فيه كما يشاء, وخوفا من حدوث أي مشاكل مع حماته تؤثر علي علاقته بزوجته فهو يفضل الاستقلال بحياته والاعتماد علي نفسه.
أما سامح علي- طبيب- فلايمانع من أن يعطي شقة لابنته بشرط أن يقوم العريس بتجهيزها حتي يشعر الزوج بأن زوجته ليست رخيصة.
تقول د.رشـا الجـنـدي مدرس علم النفس بكلية التربية جامعة بني سويف إن إقامة الزوجين في بيت العائلة له مميزات و له أيضا مساوئ, ومن مميزاته لم الشمل حيث أصبحت مشاغل الحياة أحد أسباب التباعد بين أبناء الأسرة الواحدة حتي قبل الزواج فما بالنا بعده حيث يصبح من الصعب زيارة الأهل يوميا أو علي فترات متقاربة, بعكس ما إذا كانوا يسكنون بمنزل واحد.
أما بالنسبة للعيوب فمنها عدم الاعتماد علي النفس لاستمرار التواكل علي الأهل, بالإضافة إلي افتقاد لذة بدء الحياة الجديدة, التي من أهم شروطها الانفصال الأسري ومواجهة المشكلات ومحاولات حلها, هذا بالإضافة إلي العبء المادي الكبير الواقع علي الأهل لأن الزوجان سيشاركان الأسرة في تكاليف الحياة, كما أنه من العيوب الخطيرة قلة هيبة الرجل أمام زوجته بشكل لاشعوري, فهي تري أنه مازال يعتمد علي الغير. وشيئا فشيئا يصبح لديها شعور داخلي بأن الحماية لها تكون من الأهل وليس الزوج, لذا يجب علي كل أسرة أن توضح هذا الأمر لابنها جيدا ولاتشجعه علي الحياة المشتركة بعد الزواج, بل علي العكس إذا كانت ظروف الزوجين الاقتصادية لا تسمح لبدء حياة مستقلة فالأفضل هو الصبر والتأجيل لحين تحسن الظروف عن سرعة الزواج والعيش بهذه الطريقة.
ويبدأ د.أحمد يحيي عبد الحميد أستاذ الاجتماع بجامعة قناة السويس كلامه موضحا أن الحياة العائلية تطورت إلي عدة أشكال وكان آخرها العائلة الكبيرة, إلا أنه مع انتشار الصناعة في المدن أصبح الشكل الحديث لهذه الحياة هو الأسرة النووية التي تضم الزوج والزوجة والأبناء, مضيفا أنه نتيجة للمشكلات الاقتصادية وعدم توفر إمكانيات لشراء منزل للزوجية قد يضطر البعض إلي السكن مع الوالدين في نفس الشقة أو العمارة وهذا ينشيء علاقات بعضها إيجابي وغالبيتها سلبي, ومن الإيجابيات صلة الرحم والتواصل والمساندة الاجتماعية. وإقامة الزوجين في منزل الأسرة-كما يري- يعتبر صمام أمان لعدم الإقدام علي العنف الأسري, إضافة إلي توفير بعض النفقات نتيجة للمصروف العائلي.
أما السلبيات فأهمها عدم القدرة علي التأقلم مع أسرة الآخر نتيجة لاختلاف الطباع والتنوع الثقافي وعدم وجود حوار, لذلك إن لم يكن الرجل يملك من الحكمة والعقلانية والوعي أسلوب التعامل بصفة يومية مع حماته أو أي من أفراد العائلة- إذا كان سيقيم في بيت عائلة الزوجة- قد تحدث مشاكل لاحصر لها خاصة وأن الزوجة في هذه الحالة تستند في تصرفاتها الي وجود حماية مباشرة من والديها, بالإضافة إلي مايعرف في الثقافة المصرية بكسر نفس الرجل لأن الأصل أن الزوج هو المسئول عن توفير السكن, وإذا إضطر الي قبول الإقامة مع أسرة زوجته فهذا ينقص كثيرا من مكانته ومن سيطرته علي منزله.
وتشير بعض الدراسات إلي أن الذين يقبلون هذا الوضع يتنازلون عن كثير من حقوقهم في مقابل تسيير الحياة وعدم الصدام الذي غالبا مايحدث إما بشكل مباشر أو غير مباشر وينتهي إما إلي الخضوع وبيع القضية أو إلي المواجهة والانتهاء بالطلاق, لذلك من الأفضل أن يسعي الرجل إلي الاستقلالية وأن يعيش حياته بقدر من الحرية حتي يستطيع أن يتحكم في مجريات الأمور, وأن يبني هو وزوجته حياتهما دون تأثير أي طرف حتي ولو كان الأهل, وإن كانت هناك ضرورة لذلك فلابد أن يكون في إطار من الاتفاق بين الأطراف علي احترام كل منهم خصوصية الآخر.
أما د.محمد سمير عبد الفتاح أستاذ علم النفس بكلية الآداب جامعة عين شمس,فيقول إن الحياة في بيت العائلة أمر جميل حيث يضفي جوا من الأمان والطمأنينة وذلك مع وجود الحب والتفاهم المتبادل بين الجميع, أما إذا كانت الزوجة شخصية إنطوائية فمن الصعب استمرار حياتها في بيت العائلة لأن طبيعتها لا تسمح بالاختلاط مع أهل زوجها ولا بتدخلهم في أمورها, و أن الزوج الذي يقبل الحياة في منزل الزوجة يعيش كالضيف بل ويصبح أقل قيادة.
ويضيف موضحا: الحياة في بيت العائلة تعتبر نظاما اجتماعيا متداخلا تتشابك فيه العلاقات الأسرية, وهذا قد يسبب الإزعاج لأحد الزوجين بسبب عدم القدرة علي التأقلم مع البيئة الجديدة, بالإضافة إلي عدم تحمل كل منهما للمسئولية بشكل كامل نظرا لكونهما جزءا من نسق أسري كبير, ومع ذلك يري د.سمير أن الصغير هوالأكثر استفادة لأنه سيحصل علي جرعة مضاعفة من الحنان من جدته وجده خاصة في السنوات الأولي من عمره, كما أن بيت العائلة من الممكن أن يقلل حدة التوتر الاجتماعي والنفسي للزوجين والأبناء لأن الهموم تتوزع علي الجميع.
المصدر الاهرام
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.