الجمعة، 30 أغسطس 2013

حالتك النفسية تؤثر علي جنينك

أشارت دراسة حديثة أن تعرض المرأة الحامل لفترات من الحزن المتكررة تؤثر سلبا علي الجنين فهي تزيد من هرمونات الإجهاد لديه وذلك عن طريق زيادة معدل ضربات القلب عن الطبيعي وأيضا زيادة ضغط الدم ومعدل التنفس بالإضافة إلي قرح المعدة وضعف المناعة والنشاط الزائد‏.‏


يؤكد لنا علي هذه الدراسة د.محمود عبد الرحمن حموده أستاذ الطب النفسي بطب الأزهر الحاصل علي جائزة الدولة في الطب النفسي ويقول أن أغلب الأمهات الحوامل يهتمن أكثر بحالة الجنين وتتجاهل أهمية حالتها النفسية التي تؤثر تلقائيا عليه.. فقد أثبتت الأبحاث أن العوامل الوراثية ليست فقط التي تحدد طباع الجنين ولكن الأهم هي البيئة التي توفرها الأم له وهو ما زال جنينا, حيث يظن الكثيرون أن حياة الطفل تبدأ بعد ولادته وانه لا يتأثر بالبيئة من حوله إلا عندما يصبح قادرا علي إدراك الأشياء والتفاعل معها, ولكن الحقيقة غير ذلك.. فالطفل يبدأ تأثره بالبيئة من حوله قبل ولادته فإذا كان هناك تفاهم وحب بين الزوجين فيؤدي إلي انسجام داخلي يعكس بدوره أداء متسقا للوظائف النفسية والجسمانية للأم.
ويوضح الدكتور أن الرحم كجميع أعضاء الجسم يتأثر بالانفعالات النفسية, فحين يكون طبيعيا أثناء الحمل يحدث انقباضات إيقاعية مهدهدة للجنين تساعده علي الاسترخاء و تعمل علي زيادة نموه الجسماني, كما أن إيقاع قلب الأم المنتظم والذي يشبه الموسيقي منتظمة الإيقاع يعطي استرخاء للجنين بداخله, وافتقاده لذلك بعد الولادة يحدث توترا له.أما إذا كان انفعال الخوف مسيطرا علي الأم فإن ذلك يرفع نسبة الأدرينالين بالدم نتيجة لإثارة الجهاز العصبي وهذا يؤدي إلي ضيق الأوعية الدموية المؤدية إلي الرحم فيقلل من كمية الدم التي تصل إلي الجنين والتي تتغـير بالزيادة والنقصان علي حسب انفعال الأم, وان هذا التغير يحدث أضرارا جسمية ونفسية علي الجنين, ولا شك أن رحما يقل الدم فيه سوف يكون باردا ويقل الغذاء المتوفر فيه لجنين يطلب الدفء والغذاء, بالإضافة إلي ما يعكسه نقص الدفء من شعور نفسي علي الجنين ونقص الأكسجين الذي يؤدي إلي الاختناق.
وبما أن الجنين يتأثر بالحالة النفسية للأم بشكل مباشر فهو يشبع بالهرمونات التي لها علاقة بالحالة النفسية والتي تصل له من الأم وذلك بزيادة عدد ضربات القلب وضيق الأوعية الدموية وأعراض التوتر والانفعال فهو ينقل نفس التغيرات البيولوجية التي حدثت للأم كتعبير عن الانفعال, وتكرار ذلك يعطي طفلا يعتاد الانفعال دون أن يعي السبب, ولعل هذا يفسر خوف الأطفال بعد الولادة دون سبب واضح, فهو إعادة لما اعتاده جهازه العصبي والنفسي أثناء فترة الحمل, أي أن القلق تولد لديه من بيئة الرحم غير المستقرة وأيضا من أم قلقة.
وفي النهاية يؤكد لنا د.محمود أن الاختيار السليم لكل من الزوجين للآخر يعد شيء هاما في حالة الاستقرار النفسي بعد الزواج الذي يؤدي إلي أطفال أصحاء نفسيا وجسمانيا, فهناك جوانب أخري للاختيار من حيث صفات كل من الزوجين وقدراتهم العقلية والجسمانية, فكما يرث الطفل لون العين والشعر, يرث أيضا منهما الصفات النفسية والقدرات العقلية وأبرز هذه القدرات التي تورث هي الذكاء.


المصدر الاهرام


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.