الجمعة، 30 أغسطس 2013

الإكراه في الزواج‏..‏ يبطل العقد

في كثير من الأحيان ــ خاصة في صعيد مصر و كثير من قراه ــ يجبر الآباء بناتهن علي الزواج ممن لا يردن من الأقارب أو ممن يكبرونهن في العمر بكثير طمعا في الثروة أو الوجاهة الإجتماعية‏,‏ ولأن الزواج من الخصوصيات التي يحترمها الإسلام لكل إنسان‏


ومن باب التكريم الثابت في قوله تعالي:ولقد كرمنا بني آدم, فهل يعتبر رفض البنات لمثل هذه الزيجات عقوقا للوالدين, أم أن حق البر والطاعة لهما لا تشمل الخصوصيات ــ ومن أهمها الزواج ــ لما فيها من الظلم والإعتداء علي حق النفس؟
تساؤلات تهم الكثيرات من القوارير ويجيبنا عليها فضيلة د.أحمد محمود كريمة أستاذ الشريعة بجامعة الأزهر بقوله: من المقرر شرعا أن إنشاء عقد الزواج الصحيح له مقدمات من حسن الإختيار والخطبة, وهذا ليس من صلب العقد. أما أركان وشروط العقد فمنها ما هو محل اتفاق مثل الإرادة من طرفي العقد المعبرة عن الرضا, أو ما تسمي( الإيجاب والقبول, والمهر أو الصداق, والإشهاد علي عقد الزواج).. وهذا كله محل اتفاق من العلماء الأفاضل جميعهم, أما الولي فمختلف فيه, فيري جمهور الفقهاء باشتراطه, ويري الإمام أبو حنيفة بعدم اشتراطه, ويري الظاهرية اشتراطه في البكر وعدم اشتراطه في الثيب.
وهناك متممات للعقد مثل الإعلان والوليمة والزفاف. وعلي ضوء ما ذكر فإن الأنثي بكرا كانت أو ثيبا, إذا أكرهت بأي نوع من الإكراه المعنوي أو الحسي علي الزواج بمن لا ترغب فالعقد باطل حتي لو رضي الولي. ودليل ذلك ما روي أن فتاة ذهبت للنبي صلي الله عليه وسلم قائلة: إن أبي زوجني من ابن أخيه ليدفع خسيسته, وأنا له كارهة, فرد النبي عليه أفضل الصلاة والسلام نكاحها ــ أي فسخ عقد زواجهاــ ثم قالت هذه الفتاة مرة أخري: أما وقد صنعت يا رسول الله فقد أردت أن أعلم النساء من ورائي أن ليس لآبائهن من أمورهن شيئا, وأني قد اجزت ما صنع أبي, فدل ذلك علي أن رضا المرأة ركن ركين في صحة عقد الزواج لتترتب عليه آثاره الشرعية. ولذلك فالإكراه يبطل العقد. ويجب أن يعلم اولياء المرأة أن الولي في الشريعة مجرد وكيل أو ناقل لإرادة المرأة وليس منشئا لإرادتها بل مجرد كاشف عن إرادتها ورضاها.
وهناك نقطة أخري مهمة أود الإشاره إليها وهي أنه إذا كان الوالدان لهما حق البر والطاعة في المطلق كما قال تعالي: واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا وبالوالدين إحسانا)-( النساء36), وكما قال سبحانه: وقضي ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانا( الإسراء23) فإن هذه الطاعة لا تشمل الخصوصيات لما فيها من الظلم والإعتداء علي حق النفس, فقد أخرج الشيخان من حديث علي بن ابي طالب, أن النبي صلي الله عليه وسلم قال: الطاعة في المعروف. ومما يدل أيضا علي تحريم تزويج البنت دون إذنها ما أخرجه الشيخان عن أبي هريرة أن النبي صلي الله عليه وسلم قال:لا تنكح الأيم حتي تستأمرولا تنكح البكر حتي تستأذن. قالوا:يا رسول الله, وكيف إذنهاــ والبكر تستحي قال:أن تسكت.وفي رواية أخري: رضاها صمتها.


hالمصدر الاهرام



حالتك النفسية تؤثر علي جنينك

أشارت دراسة حديثة أن تعرض المرأة الحامل لفترات من الحزن المتكررة تؤثر سلبا علي الجنين فهي تزيد من هرمونات الإجهاد لديه وذلك عن طريق زيادة معدل ضربات القلب عن الطبيعي وأيضا زيادة ضغط الدم ومعدل التنفس بالإضافة إلي قرح المعدة وضعف المناعة والنشاط الزائد‏.‏


يؤكد لنا علي هذه الدراسة د.محمود عبد الرحمن حموده أستاذ الطب النفسي بطب الأزهر الحاصل علي جائزة الدولة في الطب النفسي ويقول أن أغلب الأمهات الحوامل يهتمن أكثر بحالة الجنين وتتجاهل أهمية حالتها النفسية التي تؤثر تلقائيا عليه.. فقد أثبتت الأبحاث أن العوامل الوراثية ليست فقط التي تحدد طباع الجنين ولكن الأهم هي البيئة التي توفرها الأم له وهو ما زال جنينا, حيث يظن الكثيرون أن حياة الطفل تبدأ بعد ولادته وانه لا يتأثر بالبيئة من حوله إلا عندما يصبح قادرا علي إدراك الأشياء والتفاعل معها, ولكن الحقيقة غير ذلك.. فالطفل يبدأ تأثره بالبيئة من حوله قبل ولادته فإذا كان هناك تفاهم وحب بين الزوجين فيؤدي إلي انسجام داخلي يعكس بدوره أداء متسقا للوظائف النفسية والجسمانية للأم.
ويوضح الدكتور أن الرحم كجميع أعضاء الجسم يتأثر بالانفعالات النفسية, فحين يكون طبيعيا أثناء الحمل يحدث انقباضات إيقاعية مهدهدة للجنين تساعده علي الاسترخاء و تعمل علي زيادة نموه الجسماني, كما أن إيقاع قلب الأم المنتظم والذي يشبه الموسيقي منتظمة الإيقاع يعطي استرخاء للجنين بداخله, وافتقاده لذلك بعد الولادة يحدث توترا له.أما إذا كان انفعال الخوف مسيطرا علي الأم فإن ذلك يرفع نسبة الأدرينالين بالدم نتيجة لإثارة الجهاز العصبي وهذا يؤدي إلي ضيق الأوعية الدموية المؤدية إلي الرحم فيقلل من كمية الدم التي تصل إلي الجنين والتي تتغـير بالزيادة والنقصان علي حسب انفعال الأم, وان هذا التغير يحدث أضرارا جسمية ونفسية علي الجنين, ولا شك أن رحما يقل الدم فيه سوف يكون باردا ويقل الغذاء المتوفر فيه لجنين يطلب الدفء والغذاء, بالإضافة إلي ما يعكسه نقص الدفء من شعور نفسي علي الجنين ونقص الأكسجين الذي يؤدي إلي الاختناق.
وبما أن الجنين يتأثر بالحالة النفسية للأم بشكل مباشر فهو يشبع بالهرمونات التي لها علاقة بالحالة النفسية والتي تصل له من الأم وذلك بزيادة عدد ضربات القلب وضيق الأوعية الدموية وأعراض التوتر والانفعال فهو ينقل نفس التغيرات البيولوجية التي حدثت للأم كتعبير عن الانفعال, وتكرار ذلك يعطي طفلا يعتاد الانفعال دون أن يعي السبب, ولعل هذا يفسر خوف الأطفال بعد الولادة دون سبب واضح, فهو إعادة لما اعتاده جهازه العصبي والنفسي أثناء فترة الحمل, أي أن القلق تولد لديه من بيئة الرحم غير المستقرة وأيضا من أم قلقة.
وفي النهاية يؤكد لنا د.محمود أن الاختيار السليم لكل من الزوجين للآخر يعد شيء هاما في حالة الاستقرار النفسي بعد الزواج الذي يؤدي إلي أطفال أصحاء نفسيا وجسمانيا, فهناك جوانب أخري للاختيار من حيث صفات كل من الزوجين وقدراتهم العقلية والجسمانية, فكما يرث الطفل لون العين والشعر, يرث أيضا منهما الصفات النفسية والقدرات العقلية وأبرز هذه القدرات التي تورث هي الذكاء.


المصدر الاهرام


ساعدي إبنك علي التفوق الدراسي

رغم أن تفوق الأبناء دراسيا من أهم أحلام الكثير من الآباء والأمهات إلا أن أغلبيتهم يجهلون الطرق الصحيحة لتحقيق هذا الحلم‏,‏ و لكن لا داعي للقلق حيث يؤكد د‏.‏عادل مدني أستاذ الطب النفسي بجامعة الأزهر أنه يمكن تحقيق التفوق في الدراسة بإتباع بعض الإشارات البسيطة


ففي البداية لابد أن يعلم الآباء والأمهات أن التفوق يبدأ منذ المراحل الأولي في الدراسة, حيث يعتاد الطفل علي النجاح والحصول علي شهادات تقدير, وهذا ما يجعله يسعي للحفاظ علي ذلك عندما يكبر.
كما يجب أن يتم وضع خطة للاستذكار, فعادة يحتاج الأطفال الصغار إلي بعض المساعدة في وضع مثل هذه الخطة, وهنا يأتي دور الآباء في مساعدتهم علي وضع نظام لكيفية تمضية وقتهم ثم يراجعوه معهم, ولابد أن يأخذ الأطفال قسطا وافيا من الوقت للاستذكار أو النوم أو تناول الطعام, ولكن يجب أن تكون حاجة الطفل نفسه- وليست حاجة أبويه- هي المرشد الأساسي عند وضع الخطة التي يجب أن تجرب لمدة أسبوع ثم تراجع للقضاء علي ما قد يكون بها من خلل ثم تغير وتجرب مرة ثانية حتي تصبح خطة تؤدي عملها كما يجب.
ويشير إلي أن نظام الاستذكار في نهاية الأسبوع قد يكون سبب مشاكل, فكثير من المدارس لا تعطي واجبات مدرسية في نهاية الأسبوع, أما إذا أعطت واجبات فلابد أن تكون دون ملل حتي يستطيعوا التمتع بنهاية الأسبوع, كما يفضل أن يكون هناك شئ من الراحة أثناء الاستذكار كساعة مثلا يمضونها في نشاط أو ترويح هادئ حتي يستريحوا من بقية اليوم المدرسي الطويل.
ويضيف موضحا أنه: من الأساليب التي تؤدي للتفوق الدراسي أن يكون لكل طفل مكان منتظم يساعده علي التركيز وأن يكون مريحا جيد الإضاءة, وتكون الحجرة بعيدة عن مركز نشاط الأسرة وذلك حتي لا يتذبذب انتباهه.



المصدر الاهرام


أزمة منتصف العمر‏..‏ تجنبيها بالنجاح وعالجيها بالصداقة

عندما تدخل المرأة مرحلة الأربعينات من عمرها غالبا ما تراودها أفكار لم تكن تخطر ببالها من قبل وتنذر بأنها تمر بأزمة‏,‏ فقد كانت طوال حياتها السابقة مشغولة بالدراسةوالخطبة والزواج ورعاية الأطفال‏


أما الآن فقد بدأت تشعر بالوحدة بعد أن كبر الأبناء وأصبحوا يتمردون علي توجيهاتها ويفضلون الذهاب مع أصدقائهم علي الجلوس في المنزل وأصبحت مشاعر زوجها نحوها فاترة إلي درجة باتت تقلقها, وفي رأسها تدور التساؤلات.. أين أحلامها في أسرة ناجحة مترابطة وهي الآن تراها تتفكك شيئا فشيئا.. فلم تعد تجمعهم مائدة طعام واحدة منذ مدة طويلة, ولم يبق لها إلا الوحدة والملل والكآبة والخوف من المستقبل وما تخبئه الأيام لها ولأسرتها.. تشعر وكأن سنوات عمرها الماضية كابوس ثقيل, وأنها فشلت فشلا ذريعا في تحقيق أحلامها علي كل المستويات وكأنها كانت تجري وراء سراب.. وبحسابات الحاضر هي أيضا خاسرة لأنها ضيعت عمرها هباء ولم تعد تملك شيئا ذو قيمة, فقد أنهكت قواها وذهب شبابها وضحت بفرص كثيرة من أجل استقرار أسرتها ومع هذا لا يقدر أحد تضحياتها, ولذلك تشعر بأن الأرض تهتز تحت قدميها, حتي المبادئ والقيم التي عاشت تعلي من قيمتها أصبحت تبدو الآن شيئا باهتا, فلم تعد تري لها نفس القيمة, ولم تعد متحمسة لشئ ولا مهتمة بأي شئ, فقد خارت قواها وانطفأ حماسها واكتشفت أن الناس لا يستحقون التضحية من أجلهم, وأن المبادئ التي عاشت لها لم يعد لها قيمة في هذه الحياة, وفي لحظات أخري تشعر بميل إلي الزهد في الحياة وتكثر من الصلاة والصيام وقراءة القرآن فتستعيد صفاءها وتوازنها من جديد, وترضي بما قسمه الله لها وتعترف بأنها فقدت أشياء كأنثي ولكنها اكتسبت أشياء أخري.
هذه هي بعض معالم أزمة منتصف العمر التي تمر بها معظم النساء والتي أوضحها د.محمد المهدي أستاذ ورئيس قسم الطب النفسي بكلية طبدمياطجامعة الأزهر مضيفا أن هذه الأزمة قد تدركها بعض النساء ممن لديهن درجة عالية من الوعي والإحساس, والبعض الآخر يتقبلن الأمر بسهولة, وقد تمر هذه المرحلة بلا مشاكل خاصة في النساء الناضجات حيث تدرك المرأة أنها ربما خسرت بعض الأشياء كأنثي ولكنها كسبت مساحات كبيرة كأم حنون أو كموظفة ناجحة أو رائدة في مجال اهتمامها.
وهناك نوع آخر من النساء يشعرن بآلام الأزمة ولكنهن يتحملن ويقاومن في صمت ويحاولن إخفاء مشاعرهن عمن حولهن, ولذلك تظهر عليهن بعض الأعراض النفسجسمية كآلام وتقلصات بالبطن أو صعوبة في التنفس أو آلام بالمفاصل أو صداع مزمن أو ارتفاع في ضغط الدم, وأخريات يفضلن الانطواء والعزلة بعيدا عن تيار الحياة ويمارسن واجباتهن المنزلية والوظيفية في أدني مستوي ممكن, ومنهن من يستغرقن في العمل والنشاط والنجاح في مجالات كثيرة علي أمل التعويض عن الإحساس بالإحباط في الحياة, وهناك من يلجأن إلي التصابي والتصرف كمراهقات في ملابسهن وسلوكهن, كما نجد أيضا بعض النساء ممن يعانين أزمة منتصف العمر عرضة للإصابة بأمراض نفسية كالقلق والاكتئاب والهستيريا أو توهم المرض أوالرهاب أو أي اضطراب نفسي آخر.
ومما يدعم من تأثيرات أزمة منتصف العمر أنها ربما تكون قريبة من الفترة التي تتوقف فيها خصوبة المرأة وينقطع حيضها وتقل فيها هرمونات الأنوثة مع ما يصاحب ذلك من تغيرات جسمية, فتضاف العوامل البيولوجية إلي العوامل النفسية والاجتماعية فتزيد الأمر سوءا.
ولتجنب كل هذا يري أستاذ الطب النفسي أنه علي المرأة أن تستعد لمواجهة هذه الأزمة قبل حدوثها, وذلك بتحقيق انجازات حقيقية راسخة ومتراكمة في مراحل الشباب, فلابد أن يكون في حياتهنا توازن بين عطائنا لأنفسنا وعطائنا للآخرين حتي لا نكتشف في لحظة أننا ضيعنا عمرنا من أجل إنسان لم يقدر هذا العطاء بل نتنكر له ونجحده في غمضة عين.
وأن يكون لدينا أهداف نحاول تحقيقها وأهداف بديلة نتوجه إليها في حالة إخفاقنا في تحقيق الأهداف الأولي, فالبدائل تقي الإنسان من الوقوف في الطرق المسدودة, والواقع يقول أن الحياة مليئة بالخيارات, وإذا فقدت المرأة بعض شبابها فقد اكتسبت الكثير من النضج والوعي والقدرة علي قيادة أسرتها والحفاظ عليها واكتسبت الخبرة في العمل وفي الحياة, وإذا فقدت هويتها كفتاة جذابة وجميلة فقد اكتسبت كرامتها وهوية الأمومة أومكانتها في العمل, مع الحرص أن تكون لنا علاقة قوية بالله تحمينا من تقلبات الأيام وجحود البشر.
أما إذا وقعت المرأة فعلا في براثن هذه الأزمة, فإن علماء النفس ينصحونها بأن تتحدث عن مشاعرها لصديقة لها تثق في أمانتها, فإن ذلك يسهل عليها مرور الأزمة بسلام, وإذا لم تجد هذه الفرصة فيمكنها أن تلجأ إلي أحد علماء الدين أو أخصائية اجتماعية أو إلي طبيب نفسي, فهؤلاء يمكنهم أن يقدموا لها المشورة والمساندة, وبعض النساء ربما يحتجن لعدد من الجلسات النفسية الفردية أو الجماعية لمساعدتهن علي تفهم جوانب الأزمة والتعامل معها بفاعلية أكثر والخروج منها بسلام.
أما عن دور الأسرة فعليها واجب الدعم وذلك من خلال الاستماع لشكوها وتفهمها وتقديرها وتقديم المساعدة اللازمة, وعلي نطاق المجتمع ككل فنحن نحتاج إلي نشر الوعي بهذه الحالة الشائعة والتي يعاني منها الكثيرون والكثيرات في صمت وتؤدي أحيانا إلي تفكك الأسر وضياع الأبناء. وأخيرا وليس آخرا علينا أن نتذكر أننا نمر في عمرنا بمراحل قدرها الله سبحانه وتعالي وهيأنا لها ولكل مرحلة مزاياها ومشاكلها, وعلينا أن نتقبل ذلك راضين شاكرين وألا نتأسي علي ما فاتنا.. فكل شئ يسير بتقدير من الله.


المصدر الاهرام - ريهام عبدالسميع




الطعنة الغادرة‏!‏

تذكرت وأنا أكتب اليك حكايتي ما قاله رسول الله صلي الله عليه وسلم عن النساء بأنه لا يكرمهن إلا كريم‏,‏ ولا يهينهن إلا لئيم‏,‏ وإن أكرمكم أكرمكم لأهله‏,‏ وأنا أكرمكم لأهلي‏..‏
إنها كلمات جامعة مانعة لكنها لا تجد آذانا صاغية لدي رجال هذا الزمان, فأنا سيدة تعديت سن الأربعين وقد نشأت في أسرة متدينة تتمتع بسمعة طيبة بين أهل قريتنا, ولم تربطني أي علاقة عاطفية طوال سنوات دراستي ولم اقترب من أي شاب, أو التفت إلي محاولات الكثيرين للتعارف كما يفعل الشباب والبنات عادة في هذه السن.
وما إن تخرجت في كليتي حتي طرق بابي شاب يتيم لا يملك من حطام الدنيا شيئا, ولم يتوقف أبي عند ظروفه المادية, ولما سألني عن رأيي فيه سكت, فاعتبر سكوتي علامة الرضا, وعقدنا قراننا وأتممنا الزفاف سريعا وساعدته في أثاث الزوجية, ولم يبخل والداي علي بشيء, وكنت أسمع دعواتهما لي بالتوفيق فأشعر بالرضا وراحة البال, وانتقلت من قريتنا الي القاهرة تغمرني السعادة بحياتي الجديدة.. ولم يكن زوجي قد استقر في وظيفة بعد, فبحثت معه عن عمل مناسب, وطرقنا أبواب العديد من الشركات ووفقنا الله الي إلحاقه بمهنة مبرمج كمبيوتر في شركة كبري تعمل في هذا المجال, وسرعان ما أوفدته الشركة مندوبا لها بالمملكة العربية السعودية, وسافر بمفرده وتركني وحدي في الشقة, وهي تقع في مواجهة شقة أخته الأرملة, ولاحظت شيئا فشيئا ان أخته تتبعني في كل خطواتي, وتنقل ما تراه وما لا تراه اليه, فكانت حارسة علي وليست راعية لي, ولم أفلح في اثنائه عن هذا الاسلوب الذي لا تستقيم معه الحياة, وفشلت في إقناعه بأن لكل منا حياته الخاصة التي لا يصح التدخل فيها ولا الرقابة عليها.. وهكذا نصبت اخته نفسها وصية علي بتفويض منه, فأساءت هذا التفويض, إذ تدخلت في كل كبيرة وصغيرة تخص حياتنا ووصل الأمر إلي حد انها تعاملت معي بالصوت العالي والسباب.
واقتصرت زيارات زوجي لنا علي عدة أيام كل عام, واستمر هذا الوضع تسعة عشر عاما, وصار لدينا خمسة أبناء واستسلمت للأمر الواقع مرغمة علي القبول به.. وركزت كل جهدي لتربيتهم, فأبدأ يومي بتوصيلهم إلي المدارس, ثم أعود الي المنزل فأعد الطعام ثم أذهب اليهم مرة أخري بعد انتهاء اليوم الدراسي ليكونوا في صحبتي خوفا من أن يحدث لأحدهم مكروه في الطريق.. وحيث إنني حاصلة علي مؤهل تربوي فإنني أذاكر لهم الدروس أولا بأول وقد أصبحوا شغلي الشاغل, أنام وأصحو علي تلبية طلباتهم وصاروا جميعا متفوقين.
والغريب أن شقيقته تشاهد ما أعانيه من جهد في تربية خمسة أطفال, وتلمس بنفسها كل شيء في حياتنا, إلا أنها لم تراجع نفسها وتمنع عني ايذاءها ولو يوما واحدا طوال هذه السنين.
وكانت نتيجة موقفها أن زوجي عاملني كخادمة وليست شريكة حياته, فكل أموره غامضة بالنسبة لي, ولا أعرف عنه شيئا وحتي مصاريف المنزل كانت تصلني عن طريق شقيقته, ولك أن تتصور يا سيدي زوجة في وضعي لا تعرف ما هو راتب زوجها, وما هي حساباته بالبنوك التي وصلت إلي ملايين الجنيهات بعد أن كان لا يملك الملاليم.. لقد تجاهلت هذه المسائل ولم أتوقف عندها, ولم أسأله يوما عنها, وكان كل ما أسعي اليه هو المعاملة الحسنة, لكني للأسف الشديد لم أجدها, بل انه تمادي الي ما هو أكثر من ذلك حتي كانت اللطمة الأخيرة وهي كبيرة وقاسية وقاضية.. فلقد اكتشفت انه متزوج منذ ثلاث سنوات من سيدة مطلقة لديها طفل, وتربطني بها صلة قرابة.. فصرخت بأعلي صوتي, لماذا غدر بي؟ ولماذا خانني؟ ولماذا أنكر جميلي وصبري عليه وأنا التي تحولت إلي خادمة ورضيت بالذل تحت سيطرة أخته؟ أتكون نتيجة ما صنعته الزواج من أخري مع انني لم أقصر في حقه وأفنيت شبابي في تربية أبنائه الخمسة الذين أنجبهم ولم يعش معهم أي معاناة في التربية, فهو أب بالاسم فقط.. لقد واجهته بالحقيقة فثار وغضب وسبني وضربني ثم طردني قائلا: أنت طالق!
وفي دقائق خرجت الي بيت أبي بحقيبة ملابسي أجر أذيال الخيبة والفشل بلا ذنب, فوالله يا سيدي ما ارتكبت أي خطأ حتي يطعنني هذه الطعنة الغادرة.. ولقد مضت ستة أشهر علي هذه الواقعة وأنا الآن في حيرة من أمري ولا أعرف مصيري وهل أنا مطلقة أم معلقة؟ وهل يحق له ان يطردني من شقتي التي عشت فيها تسعة عشر عاما؟ وكيف يتم حرماني من رؤية أولادي طوال هذه المدة وهم الذين كنت لهم كظلهم أتبعهم أينما كانوا ولا يغمض لي جفن إلا بجوارهم.. ثم أين مستحقاتي المالية؟ ألست شريكة معه في تكوين ثروته التي تضخمت بجهدي معه, حيث حرمت نفسي من الالتحاق بأي عمل تحقيقا لرغبته في أن أتفرغ للمنزل وتربية الأولاد؟
لقد استولي علي مصاغي وباعه, وبدد منقولات بيت الزوجية وسلمها لشقيقته التي تدعي انها اشترت شقتي بكل محتوياتها, فمن الذي باعها لها؟ وهل من الممكن ان يتم ذلك دون علمي؟ ويبقي السؤال الأهم: لماذا يغدر بعض الأزواج بزوجاتهم بعد أن يمتصوا رحيقهن؟ ولماذا هذه القسوة والغلظة والإمعان في الظلم؟ ألا يعلم هؤلاء ان الله سبحانه وتعالي ليس غافلا عما يعمل الظالمون؟.. انني لا أجد ما أختم به رسالتي اليك إلا أن أقول: حسبي الله ونعم الوكيل.
<< ولكاتبة هذه الرسالة أقول:
لقد أخطأت بسماحك لأجت زوجك بالتدخل في حياتك منذ اللحظة الأولي لسفره, ولو انك وضعت النقاط علي الحروف في كل ما يتعلق بعلاقتك بها لما آلت أوضاعك إلي ما وصلت إليه.. انني لا أدري كيف قبلت الاستمرار في هذا الوضع تسعة عشر عاما دون ضجر أو تذمر؟ فالحقيقة أن الأثر التراكمي لتهاونك وتساهلك في حقوقك هو الذي دفعه إلي التمادي في الضغط عليك, وكان يجب عليك عندما أرسل اليك مصاريف البيت لأول مرة عن طريق أخته أن تكون لك وقفة حاسمة معه, إذ إن لكل بيت خصوصياته, ولا يمكن أن تقبل زوجة حياتها علي هذا النحو الذي يؤدي غالبا وبمرور السنين إلي تفسخ العلاقة بين الزوجين.
انني أفهم أن يسعي الزوج إلي إقامة علاقة قوية بين زوجته وأهله من باب صلة الرحم التي تعمل علي تهدئة النفوس وتسهم في التواصل الانساني بين أفراد الأسرتين, أما أن يجعل منهم حراسا ومراقبين لتصرفات زوجته فهذا ما لا يعقل أبدا, إذ أن النتيجة الطبيعية لهذا التصرف هي انهيار بيت الزوجية ولو بعد حين كما حدث معك.
وفات زوجك انه بتركه أخته تعبث ببيتكم حتي ولو أن ظاهر الأمر هو الرعاية قد فتح أمامها باب الشيطان فأوقعت العداوة والبغضاء بينكما, وأوغرت صدره تجاهك علي مدي سنين طويلة إلي أن نجحت في تشتيت شمل الأسرة, وبالتأكيد هناك تفاصيل كثيرة تؤكد حالة الجفاء بينك وبينها, ولكن لم تذكريها, ولا شك أن تراكم الهفوات الصغيرة جعل منها جبالا شاهقة حالت دون تواصلك الطبيعي مع زوجك فيما بعد.
وصار عليك الآن إما أن تعترفي بالواقع الجديد, وهو أن زوجك ارتبط بسيدة أخري, وتقبلين الرجوع إليه علي هذا الأساس من أجل رعاية الأولاد, وفي هذه الحالة لن يكون هناك تغيير يذكر في حياتك باعتبار أنك تعودت إلي بعد زوجك عنك تسعة عشر عاما هي المدة التي قضاها بالخارج, ولم يكن يزوركم فيها إلا بضعة أيام كل عام, وإما أن تطلبي الطلاق الرسمي للضرر, فالطلاق الشفوي الذي فاجأك به, ربما يكون قد راجع نفسه فيه, وهو طلاق لايمكن إثباته, وبالتالي لاتترتب عليه أي حقوق عن طريق القضاء.
ومن أجل أن تحسمي أمرك بين العودة أو الطلاق يجب أن يكون هناك حكم من أهلك وحكم من أهله, فإن تريدا إصلاحا يوفق الله بينكما, وإن تتفرقا يغني الله كلا من سعته, كما يقول الحق تبارك وتعالي, فاستعيني بوالدك وهو الرجل الذي أكرم زوجك وسانده في بداية حياته لعله يرجع إلي رشده ويدرك خطأه, ويحاول إصلاح ما أفسده بتصرفاته غير العقلانية.
وإذا اتفقتما علي مواصلة الحياة معا من جديد, فلتكن هناك شروط واضحة ومحددة أولها وأهمها عدم تدخل أخته في حياتكما بأي شكل, وكفي ما ارتكبته من آثام في حقك حتي حدث ما حدث, علي أن تحتفظي معها بعلاقة طيبة, وتسامحيها علي ما مضي, ولتبدأوا جميعا صفحة جديدة.
وألفت نظر زوجك إلي أن حياته منذ ارتباطكما, قد اعتمدت عليك وعلي صنيعك له ولأولادكما, وانه يجب أن يبذل كل جهده لتعويضك عما لا قيته من متاعب وآلام. لا أن يطعنك هذه الطعنة الغادرة وليعلم انه لو استمر فيما هو سائر فيه بالخلاص منك,فسوف يندم ندما شديدا حين لايجد من يربي أطفاله الخمسة, فلا زوجته سوف تتحمل هذا العبء, ولا أخته ستنجح في هذه المهمة, وربما تكونين وقتها قد تزوجت من آخر وصارت لك حياتك الجديدة, وقد لا يقبل من ترتبطين به بعد ذلك أن تضمي أولادك إليك إذا بعث بهم أبوهم إليك.


هكذا تقول تجارب الحياة, فليراجع زوجك موقفه منك, وفي أفكاره عنك التي سممتها له أخته حتي لا تتدهور الأمور بينكما إلي ماهو أسوأ من ذلك, وأتذكر هنا قول عبدالكريم بكار إن المراجعة والنقد الذاتي يسببان آلاما, ولكنهما يمثلان الخطوة الأولي علي طريق إيقاف التدهور.. ولتكن البداية هي محاولة تجفيف منابع الخلاف والاتفاق علي أسس جديدة لحياتكما المقبلة. وإلا فإن الحل سيكون الانفصال, فأحيانا يصبح البتر هو العلاج الوحيد الناجح واللازم لاستمرار الحياة.. أسأل الله أن يهديكما إلي حل وسط يكفل لكما تربية الأبناء في بيت يسوده الاستقرار والهدوء. فهم أغلي ما في الوجود.



المصدر الاهرام

بريد الجمعة يكتبه:احمد البري


بيت العائلة سلام وأمان‏..‏ ومشكلات أحياناX

نشأت في بيت أبيها مدللة حتي صارت شابة‏,‏ وفي كل يوم تضع لمسة في الصورة التي ترسمها للفارس الذي سترتبط به ويجمعهما بيت واحد‏..‏ بيت خاص بهما‏..‏ ومضت الأيام وتأخر قدوم ذلك الفارس الذي لديه سكن خاص‏,‏ حتي أدركت أن قطار العمر يجري بسرعة وأنه لم يعد للأحلام مكان في الواقع‏,‏ وأصبحت مستعدة لقبول من يتقدم لخطبتها حتي لو اضطرت للعيش معه في بيت العائلة‏..‏


هذا هو السيناريو الذي أصبح جزءا من واقعنا في ظل الظروف الاقتصادية الضاغطة وارتفاع أسعار السكن.. فهل بيت العائلة وسيلة مناسبة لحل هذه المشكلة أم أن لها تبعات يجب وضعها في الحسبان حتي لا يتحول من وسيلة لحل مشكلة إلي سبب لتفاقم المشكلات علي المستوي الأسري.. والعائلي؟
تبدأ مريم أحمد- طالبة- عرض وجهة نظرها قائلة: أري أن إيجابيات بيت العائلة كثيرة ولن تكون هناك أي مشكلات بين الزوجة والحماة طالما أن كلا منهما تقدم تنازلات لكي تسير المركب, وأعتقد أن الزوجة هي المحور الرئيسي, فإن كان لديها القدرة أن تجعل أهل زوجها يحبونها ستعيش معهم بحب معززة مكرمة, لكن المشكلة أن الفتيات لديهن مفاهيم خاطئة بسبب الإعلام وهي أن الحماة بعبع يجب الاحتياط منه!
ويقول محمد المليجي- مهندس: أرفض تماما مبدأ إقامة أي من بناتي في بيت العائلة ولا أمانع في أن يقوم الشاب بتأجير شقة صغيرة           حتي لو كانت غرفة واحدة, إذا كانت ظروفه المادية لاتسمح بأخري كبيرة, بل ومن الممكن أن أساعده في بداية حياته, وقد حدث ذلك بالفعل عندما تقدم لابنتي شاب علي خلق ودين وكان يريد أن تعيش معه في بيت العائلة فأقنعته أني سأجهز ابنتي بكل ماتحتاجه و عليه أن يوفر كل مليم لشراء شقة, وهما يعيشان الآن سعيدان في حي شعبي وعندما تحكي لي ابنتي أن سلفتها غير راضية عن معيشتها في بيت العائلة أحمد ربي أني اتخذت القرار الصحيح.
وعلي جانب آخر يضطر بعض الشباب إلي الموافقة علي الإقامة مع أهل زوجته.. حيث تقول داليا محمد- موظفة- إن أبي اشترط علي خطيبي أن نقيم معهم في المنزل حتي لا أتركهم, خاصة بعد زواج إخوتي وسفرهم خارج مصر.
ويشير حسين عبد الله- محاسب- إنه يرفض هذه الفكرة لأنه لن يشعر أنه مسئول عن بيته ويتصرف فيه كما يشاء, وخوفا من حدوث أي مشاكل مع حماته تؤثر علي علاقته بزوجته فهو يفضل الاستقلال بحياته والاعتماد علي نفسه.
أما سامح علي- طبيب- فلايمانع من أن يعطي شقة لابنته بشرط أن يقوم العريس بتجهيزها حتي يشعر الزوج بأن زوجته ليست رخيصة.
تقول د.رشـا الجـنـدي مدرس علم النفس بكلية التربية جامعة بني سويف إن إقامة الزوجين في بيت العائلة له مميزات و له أيضا مساوئ, ومن مميزاته لم الشمل حيث أصبحت مشاغل الحياة أحد أسباب التباعد بين أبناء الأسرة الواحدة حتي قبل الزواج فما بالنا بعده حيث يصبح من الصعب زيارة الأهل يوميا أو علي فترات متقاربة, بعكس ما إذا كانوا يسكنون بمنزل واحد.
أما بالنسبة للعيوب فمنها عدم الاعتماد علي النفس لاستمرار التواكل علي الأهل, بالإضافة إلي افتقاد لذة بدء الحياة الجديدة, التي من أهم شروطها الانفصال الأسري ومواجهة المشكلات ومحاولات حلها, هذا بالإضافة إلي العبء المادي الكبير الواقع علي الأهل لأن الزوجان سيشاركان الأسرة في تكاليف الحياة, كما أنه من العيوب الخطيرة قلة هيبة الرجل أمام زوجته بشكل لاشعوري, فهي تري أنه مازال يعتمد علي الغير. وشيئا فشيئا يصبح لديها شعور داخلي بأن الحماية لها تكون من الأهل وليس الزوج, لذا يجب علي كل أسرة أن توضح هذا الأمر لابنها جيدا ولاتشجعه علي الحياة المشتركة بعد الزواج, بل علي العكس إذا كانت ظروف الزوجين الاقتصادية لا تسمح لبدء حياة مستقلة فالأفضل هو الصبر والتأجيل لحين تحسن الظروف عن سرعة الزواج والعيش بهذه الطريقة.
ويبدأ د.أحمد يحيي عبد الحميد أستاذ الاجتماع بجامعة قناة السويس كلامه موضحا أن الحياة العائلية تطورت إلي عدة أشكال وكان آخرها العائلة الكبيرة, إلا أنه مع انتشار الصناعة في المدن أصبح الشكل الحديث لهذه الحياة هو الأسرة النووية التي تضم الزوج والزوجة والأبناء, مضيفا أنه نتيجة للمشكلات الاقتصادية وعدم توفر إمكانيات لشراء منزل للزوجية قد يضطر البعض إلي السكن مع الوالدين في نفس الشقة أو العمارة وهذا ينشيء علاقات بعضها إيجابي وغالبيتها سلبي, ومن الإيجابيات صلة الرحم والتواصل والمساندة الاجتماعية. وإقامة الزوجين في منزل الأسرة-كما يري- يعتبر صمام أمان لعدم الإقدام علي العنف الأسري, إضافة إلي توفير بعض النفقات نتيجة للمصروف العائلي.
أما السلبيات فأهمها عدم القدرة علي التأقلم مع أسرة الآخر نتيجة لاختلاف الطباع والتنوع الثقافي وعدم وجود حوار, لذلك إن لم يكن الرجل يملك من الحكمة والعقلانية والوعي أسلوب التعامل بصفة يومية مع حماته أو أي من أفراد العائلة- إذا كان سيقيم في بيت عائلة الزوجة- قد تحدث مشاكل لاحصر لها خاصة وأن الزوجة في هذه الحالة تستند في تصرفاتها الي وجود حماية مباشرة من والديها, بالإضافة إلي مايعرف في الثقافة المصرية بكسر نفس الرجل لأن الأصل أن الزوج هو المسئول عن توفير السكن, وإذا إضطر الي قبول الإقامة مع أسرة زوجته فهذا ينقص كثيرا من مكانته ومن سيطرته علي منزله.
وتشير بعض الدراسات إلي أن الذين يقبلون هذا الوضع يتنازلون عن كثير من حقوقهم في مقابل تسيير الحياة وعدم الصدام الذي غالبا مايحدث إما بشكل مباشر أو غير مباشر وينتهي إما إلي الخضوع وبيع القضية أو إلي المواجهة والانتهاء بالطلاق, لذلك من الأفضل أن يسعي الرجل إلي الاستقلالية وأن يعيش حياته بقدر من الحرية حتي يستطيع أن يتحكم في مجريات الأمور, وأن يبني هو وزوجته حياتهما دون تأثير أي طرف حتي ولو كان الأهل, وإن كانت هناك ضرورة لذلك فلابد أن يكون في إطار من الاتفاق بين الأطراف علي احترام كل منهم خصوصية الآخر.
أما د.محمد سمير عبد الفتاح أستاذ علم النفس بكلية الآداب جامعة عين شمس,فيقول إن الحياة في بيت العائلة أمر جميل حيث يضفي جوا من الأمان والطمأنينة وذلك مع وجود الحب والتفاهم المتبادل بين الجميع, أما إذا كانت الزوجة شخصية إنطوائية فمن الصعب استمرار حياتها في بيت العائلة لأن طبيعتها لا تسمح بالاختلاط مع أهل زوجها ولا بتدخلهم في أمورها, و أن الزوج الذي يقبل الحياة في منزل الزوجة يعيش كالضيف بل ويصبح أقل قيادة.
ويضيف موضحا: الحياة في بيت العائلة تعتبر نظاما اجتماعيا متداخلا تتشابك فيه العلاقات الأسرية, وهذا قد يسبب الإزعاج لأحد الزوجين بسبب عدم القدرة علي التأقلم مع البيئة الجديدة, بالإضافة إلي عدم تحمل كل منهما للمسئولية بشكل كامل نظرا لكونهما جزءا من نسق أسري كبير, ومع ذلك يري د.سمير أن الصغير هوالأكثر استفادة لأنه سيحصل علي جرعة مضاعفة من الحنان من جدته وجده خاصة في السنوات الأولي من عمره, كما أن بيت العائلة من الممكن أن يقلل حدة التوتر الاجتماعي والنفسي للزوجين والأبناء لأن الهموم تتوزع علي الجميع.



المصدر الاهرام


المرأة الشقراء أكثر خيانة لزوجها من المرأة السمراء

أظهر استطلاع الرأى الذى أجرى على 2,028 إمرأة فرنسية ان 36% من الشقروات يرتكبن خيانة فى حق الزوج مقابل 21% من السمروات هذا ما كشفت عنه مؤخرا الدراسة التى اجريت على موقع / جليديد / المتخصص فى العلاقات الزوجية فى فرنسا.

واشارت الدراسة انه لا يمكن التمييز بين المرأة الشقراء الطبيعية والاخرى التى استخدمت مستحضرات لتغيير لون البشرة وقامت بصباغة شعرها باللون الاشقر.



المصدر ايجى نيوز


المرأة المصرية في ظل عام من حكم الاخوان

تنفست المرأة المصرية الصعداء بعد زوال حكم الاخوان، فكان ما قاسته خلال تلك الفترة دفعها لتسابق الرجال في النزول للمطالبة برحيل مرسي والقضاء على نظام الاخوان.
ويقول المستشار محمد المداح المستشار الاعلامي للمجلس القومي للمرأة أن العام الماضي هو الأسوأ فى تاريخ المرأة المصرية، ذاقت خلاله شتى أنواع القهر والتمييز والإقصاء، فبعد أن شاركت المرأة المصرية فى طليعة ثورة 25 يناير المجيدة، وقُتلت وضُربت وسُحلت، توالت صور الإضطهاد بعد وصول جماعة الإخوان إلى الحكم، كما شهِد حكم الإخوان إقرار دستوراً جاء غير معبراً عن المرأة بشكل تام، ولم يلب طموحاتها فى النص بشكل صريح على حقوقها المتمثلة فى المساواة، وتجريم التمييز، وتفعيل قاعدة تكافؤ الفرص بين النساء،كما قضى هذا الدستور باستبعاد المرأة الوحيدة بالمحكمة الدستورية العليا، وهى المستشارة تهانى الجبالى التى عُينت بالمحكمة منذ عام 2003.
وعلاوة على ذلك، تبنى بعض المسئولين سياسة عزل النساء من المناصب القيادية والتنفيذية، سواءً عن طريق النقل التعسفى لهنّ أو عدم الحصول على حقهن فى الترقيات للوظائف الأعلى، مما عكس اتجاهاً ممنهجاً لإقصاء المرأة من المشاركة ومن شغل المناصب القيادية.
وفى قانون الإنتخاب الذى أقره مجلس الشورى المنحل، لم ينص على نسبة محددة للمرأة بالقوائم الإنتخابية، وهو الأمر الذى لو طُبق لاستمر الوضع المتردى لمصر فى التقارير الدولية، حيث اصبحت مصر فى ذيل قائمة الدول العربية فيما يتعلق بتمثيل المرأة فى البرلمان حيث وصلت نسبة تمثيل المرأة فى البرلمان الى 2%، لتحتل بذلك المرتبة رقم 134 من إجمالى 188 دولة.
وفى ذات السياق تصاعدت الدعاوى التى تطالب بالإنقضاض على الحقوق التى سبق وأن حصلت عليها المرأة بعد كفاح طويل دام لعقود عدة،وانتشرت الفتاوى التى دعت لفصل الذكور عن الإناث فى المدارس والجامعات ومواقع العمل.

وقال المداح: "كل تلك المظاهر لتهميش المرأة...وغيرها، دفعتها للخروج للميادين بقوة لتتصدر المشهد فى ثورة30يونيو المجيدة،لم تُرهبّ ولم تخف ونزلت بالملايين إلى كافة ميادين مصر حتى ذهب البعض أنها ثورة حرائر مصر، كانت نساء وفتيات مصر حاضرات بقوة يرفعنّ الأعلام والكروت الحمراء مطالبين برحيل نظام أقل مايوصف أنه قهر المرأة..حقاً صوت المرأة ثورة".
وأوضح أن المجلس القومى للمرأة خاض معارك شديدة الضراوة مع حكم جماعة الإخوان، وتعرض لأنماط عدة من الضغط ومساع حثيثة لإثناءه عن أداء رسالتة الوطنية، وعلى الرغم من ذلك لم يتخل عن مسؤليته القومية كونة يمثل44 مليون إمرأة مصرية، وأبرز تلك المعارك كانت الدستور، فقد تصدى المجلس بضراروة لمنع إقرار ذلك الدستور المعيب، وبذل جهوداً عده لعل من أهمها الإعتراض على تاشكيل تأسيسية الدستور وقال أن تشكيل التأسيسية استخفاف بحجم ومكانة المرأة فى المجتمع.

معركة الدستور

وأضاف أنه بدءاً من تشكيل كلا الجمعيتين التأسيسيتينّ لوضع الدستور، بدت النية مبيتة لإستئثار فصيل واحد بصياغة دستور البلاد، وإقصاء المرأة ..وليس أدل على ذلك من تمثيل النساء ب(7) فقط ينتمينّ لتيار الإسلام السياسى من إجمالى(100) عضو، كما كنّ عضوات بالبرلمان–المنحلّ- بالمخالفة لحكم قضائى واجب الاحترام من محكمة القضاء الادارى بعدم جواز عضوية اعضاء البرلمان فى التشكيل الخاص بالجمعية التاسيسية للدستور.
وقال المداح أن المجلس بادر بتقديم قائمة ترشيحات باسماء عضوات لهذه الجمعيات ضمت العديد من الكفاءات والقدرات والقامات من ذوات الخبرة والمصداقية، ولم يتم اختيار واحدة منهنّ، كما لم يتم تمثيل المجلس داخل تأسيسية الدستور رغم كونه الآلية الوطنية المنوط بها النهوض بالمرأة المصرية.

ونتيجة لذلك اعلن المجلس اعتراضه على تشكيل الجمعيه التاسيسية التى خالفت احكام القضاء، وتحيزت للتقسيم الطائفى فى المجتمع المصرى، واصرارها على الفصل بين التيار الدينى والمدنى، ومثلت بتكوينها ظلما واضحا للمرأة المصرية.
وقالت السفيرة مرفت تلاوى رئيس المجلس القومي للمرأة أن الدستور معركة خاضها المجلس للتصدى لتغيير هوية وثقافة المجتمع المصرى، وأوضحت أن حلِم المصريون بعد ثورة 25 يناير المجيدة بدستور جديد يرعى نصيباً عادلاً ومتوزاناً لكل المواطنين على السواء فى الحرية والمساواة وفى خيرات الوطن، وأن يعبر عن الوفاق بين جميع شرائح المجتمع، ويرسخ بناء مصر الديموقراطية التى يسودها الحق والقانون،ويقيم مؤسسات دولة حديثة تضمن العيش الكريم فى نطاق تأكيد حقوق وواجبات المواطنة، فى ظل قيم الشفافية والاعتدال والتسامح والحوار، والفهم المتبادل بين الجميع بلا أي تمييز ومن هذا المنطلق طالب المجلس الجمعية التأسيسية بمراعاة الإبقاء على المواد الخاصة بالمرأة والأسرة والحريات العامة و المساواة بين المواطنين، وتكافؤ الفرص كما وردت في دستور 1971ومنها المادة، 2، 8، 9، 10 ،11، 40.
وقد اكدت على تضامن المجلس مع مطالب الاحزاب السياسية والجمعيات الاهلية والحركات والتحالفات النسويه وأعضاء هيئة النيابة الإدارية، بشأن حماية المكتسبات التي حصلت عليها نساء مصر عبر العصور، والتي أكتسبت صفة "الحق الدستوري" وأهمية احترام نضال النساء المصريات من أجل اكتساب حقوقهنّ.
كما أعلن المجلس رفضه الصريح لهذا الدستور المشوةّ، ومواده المقيدة للحريات مؤكداً أن هذا الدستور لايرقى لمستوى توقعات الشعب المصري بشأن ترسيخ المساواه بين الرجل والمرأة، ولايرسخ مبدأ المواطنة الكاملة والمساواه بين الجنسين دون تمييز.

قانون الانتخاب

ومن منطلق حرصه على التمثيل المشرف للمرأة تحت قبة البرلمان، ورغبة فى الا يتكرر ضعف تمثيل المرأة كما حدث فى البرلمانات السابقة، أكدت تلاوي أن المجلس طرح وجهة نظرة لضمان تمثيل لائق للمرأة فى البرلمان والتى تمحورت حول مطالبة مجلس الشورى المنحلّ بأن ينص قانون الانتخابات الجديد على ان تمثل النساء بنسبة 30% من قائمة الحزب، على أن تكون امرأة على الأقل في الثلث الأول من القائمة، وإلا تعتبر القائمة لاغية.

وعلى جانب أخر وجه المجلس الدعوة لرؤساء الأحزاب وعضوات مجلس الشورى وأعضائه، وعدد من الفقهاء الدستوريين والقانونيين في مصر، فضلاً عن عدد من الرموز النسائية، لبحث وضع المرأة فيى الحياة السياسية في ضوء مناقشة مجلس الشورى لمشروع قانون الانتخابات الجديد، ودعوة الأحزاب السياسية للدفع بالمرأة في وضع متقدم بالقوائم الإنتخابية.
وفى ذات الإطار قام المجلس بموافاة الأحزاب السياسية بقائمة أعدها وتضمنت أسماء سيدات من كافة المحافظات من اصحاب الكفاءة والقدرة على المشاركة في العمل السياسي لإدراجهنّ على قوائم الأحزاب في الإنتخابات، ووضع معايير لاختيارهنّ تمثل اهمها فى ان يكنّ شخصيات عامة ومقبولة ولها قاعدة شعبية وحضور مجتمعى وتمتلك رؤية وفكر كما يشترط ان تكون خاضت تجربة الانتخابات من قبل.
وبناء على ماسبق أعلن المجلس رفضه لمشروع قانون الإنتخاب الجديد الذى خلا من رغبة حقيقية لمشاركة المرأة في البرلمان.وتعمد إقصاء المرأة فى الانتخابات القادمة.

تمييز ضد المرأة

وتابع المجلس بقلق بالغ سياسة بعض المسئولين والتى عكست توجها واضحا لعزل النساء من المواقع القيادية و التنفيذية،أو النقل التعسفى أو عدم الحصول على حقهنّ فى الترقيات للوظائف الأعلى حيث وردت الى المجلس عدد من الشكاوى التى تفيد وجود ممارسات تمييزية ضد المرأة فى بعض المحافظات، ومنها على سبيل المثال قرار رقم (252) لسنة 2012 والصادر بعزل المهندسة أحلام أحمد السيد عبد العال عن منصبها كسكرتير مساعد محافظ الإسماعيلية، وقرار رقم (788) لسنة 2012 بعزل نجوى أحمد العشيرى من منصبها كرئيس مركز ومدينة سنطة – محافظة الغربية، وقرار (147) لسنة 2011 بعزل عزيزة السيد محمود من منصبها كرئيس للوحدة المحلية بالدير – مركز ومدينة طوخ – محافظة القليوبية.
وقال المداح أن المجلس أطلق مبادرة لمقاضاة المسئولين الذين ينتهجون ممارسات تمييزية ضد المرأة، وذلك من خلال المحامين المتطوعين بمكتب شكاوى المرأة بالمجلس والمنتشرين بجميع محافظات الجمهورية، مؤكداً ان ما حدث هو اتجاه ممنهج لإقصاء المرأة من المشاركة ومن شغل المناصب القيادية، وهذا يعد انتكاسا شديدا لحقوق المرأة التى تم الحصول عليها بعد كفاح طويل مع المجتمع ومع الأفكار والعادات والتقاليد السلبية المنتشرة بين أفراده.
وأكد المجلس ان هذا السلوك يعد خرقا للدساتير والقوانين الوطنية والمواثيق والاتفاقيات الدولية التى وقعت عليها مصر والتى تنص على منع كافة اشكال التمييز ضد المرأة، مشددا على أن هذه الافكار والممارسات تعود بالمجتمع عقودا الى الوراء.

تحرش ممنهج

وقالت السفيرة ميرفت تلاوي أن المرأة المصرية تعرضت لمحاولات مستميتة لمنعها من حقها فى الخروج للحياة العامة والتعبير عن رأيها بحرية والمشاركة فى المظاهرات التى كانت تندلع ضد نظام حكم الإخوان، وكان من أبرز المضايقات التى تعرضت لها النساء التعرض للتحرش والإغتصاب فى ميدان التحرير، والتى حدثت من قِبل جماعات ممنهجة ومنظمة.
وقد قام المجلس بتنظيم مؤتمر صحفى عالمى دُعى إليه كافة ممثلى وسائل الإعلام المحلية والدولية، أكدت خلاله السفيرة مرفت تلاوى أن ظاهرة التحرش تزداد فى المجتمع المصرى وهو الأمر الذى نرفضه جميعا حيث يمثل اعتداءا صارخا على كرامة المرأة وانسانيتها لأن التحرش يُعد ظاهرة دخيلة على المجتمع المصرى، مؤكدة أن جميع أجهزة الدولة ووسائل الإعلام والمدارس والكنائس والمساجد تقع عليها مسئولية التصدى لعدم إنتشار هذه الظاهرة وكذلك الدولة التى ساعدت على تهمييش دور المرأة بدءاَ من إلغاء كوتة المرأة وتقويض دورها السياسى داخل البرلمان وتعمد إقصائها من مواد الدستور الجديد بالإضافة إلى العديد من التصريحات المستمرة من قبل بعض التيارات الإسلامية والأحزاب ذات التوجه الدينى التى تريد عودة المرأة إلى المنزل.
وأعلنت مساندة المجلس لجميع السيدات والفتيات اللاتى رفضنّ الخضوع والخوف وتحدثنّ أمام وسائل الإعلام وقدمنّ بلاغات ضد من إعتدى عليهن، وطالبت جميع النساء اللاتى حدث لهن بعض الإنتهاكات بتقديم بلاغ للنائب العام ضد الدولة وأكدت على مساندة المجلس لهنّ.
وشددت على أن حماية المتظاهرات مسؤلية تقع على عاتق الدولة فى المقام الأول، مشيرة إلى أن هذه الافكار والممارسات تعود بالمجتمع عقودا الى الوراء وتهدف لعودة المرأة إلى المنزل ويرفض دعاوى الشورى بتخصيص أماكن محددة لتظاهر السيدات.
كما أعلن المجلس رفضه التام لما أثاره مجلس الشورى المنحل بشأن إدانة المتظاهرات اللائى يتعرضنّ للتحرش، والمطالبة بتخصيص أماكن محددة لتظاهر السيدات بعيداً عن الرجال حيث أكد المجلس رفضه لمثل تلك الدعاوى التى تمثل انتكاسة شديدة لحقوق المرأة التى تم الحصول عليها بعد كفاح طويل مع المجتمع، والأفكار والعادات والتقاليد البالية المنتشرة بين أفراده موضحاً ان ما يحدث هو اتجاه لإقصاء المرأة من المشاركة فى الحياة العامة.
وشدد المجلس على أن ميدان التحرير ظل خلال ثورة 25 يناير المجيدة مكتظا بملايين المتظاهرين الشرفاء رجالاً ونساءً لمدة 18 يوما ولم يشهد خلالها حالة تحرش واحدة، موضحاً أن هناك جهات معلومة تقوم بإرتكاب تلك الأفعال النكراء بصورة منظمة لإبعاد السيدات عن ميادين التظاهر.

والتقت رئيس المجلس بمجموعة من ضحايا أحداث التحرش الممنهج بميدان التحرير لتأكيد تقديم المجلس المساندة القانونية لهنّ عبر رفع دعوى قضائية ،وتحقيق الدعم النفسى لهنّ، كما طالبتهم بموافاة المجلس ببيانات أىٍ من الضحايا الأخريات لتوثيق تلك الحالات ومساندتها قانونياً.

العنف ضد المرأة

وفى محاولة جادة للتصدى للعنف الممنهج المُمارس ضد المرأة، اعد المجلس مشروع قانون متكامل للتصدى لجميع أشكال العنف ضد المرأة، وارسل نسخة من مشروع القانون في صورته النهائية إلى الرئيس السابق.

وكان المجلس قد طرح منذ عدة أشهر المسودة الأولى من مشروع القانون والتى أعدها بعد مشاورات مكثفة مع الجمعيات الأهلية والائتلافات النسوية والخبراء في القانون الجنائي، وقد قام المجلس بإجراء حوار مجتمعى حول المشروع من خلال عقد لقاءات موسعه بفروعه بالمحافظات لمناقشة مشروع القانون وتعريف الرأى العام به، ولقد تلقى المجلس عدداً من الاقتراحات بالتعديل والإضافة حرص على تضمينها بالمسودة النهائية لمشروع القانون.

وقد كان من أهم هذه التعديلات التى تمت إضافتها الى المشروع وضع تعريف محدد يفصل بين الركن المادى في جريمتى التحرش الجنسي وجريمة هتك العرض ليسهل لجهات التحقيق والقضاء إثبات الواقعة، والالتزام بالتفسير الفقهى لجريمة الاغتصاب بإعتباره مواقعة أنثى بغير رضاها، والفصل بينها وبين جرائم الإعتداء الجنسي الآخرى، كما تم إضافة جريمة جديدة لمشروع القانون تنص على اعتبار إرتكاب عنف الحرمان التعسفى للمرأة من ممارسة حقوقها العامة والخاصة جريمة يعاقب عليها القانون ،كذلك النص على عقوبة كل من تلاعب في الادلة والوثائق بالإتلاف والتغيير بأى وسيلة بما في ذلك الوسائط العلمية الحديثة.
كما تضمنت التعديلات إدخال نص يعد جديداً على المنظومة التشريعية المصرية، يجيز من خلاله للمحكمة استبدال عقوبة الحبس في جريمة الجنح بتكليف المتهم بأداء خدمة مجتمعية في الجهات التى تحددها وزارة الشئون الاجتماعية والتأمينات .

مناهج التعليم

وحين علم المجلس بتغيرات لحِقت ببعض المناهج، ارسل خطاباً إلى الدكتور إبراهيم غنيم وزير التربية والتعليم آنذاك بشأن قيام وزارة التربية والتعليم بحذف دور الرؤساء السابقين من منهج الدراسات الإجتماعية للصف الثالث الإعدادى الفصل الدراسى الثانى، بالإضافة إلى عدم تدريس مراحل تطور الحياة الحزبية، ودور المرأة ومنظمات المجتمع المدنى؛ أكد خلاله أن ذلك التدخل يعبر عن خطورة بالغة على الطلاب والطالبات فى مرحلة هامة تتشكل فيها اتجاهاتهم الفكرية والذهنية، مشدداً على وجوب عدم حذف أى جزء من الذاكرة المصرية أياً كانت مبررات الحذف.
كما طالب المجلس الوزارة من منطلق الحرص على الحفاظ على تاريخ مصر من اية انتهاكات او توجهات فكرية التدخل بتصحيح الموقف وإعادة الأمور إلى نصابها ،حيث يمثل التاريخ الماضي والحاضر والمستقبل.

كما ارسل المجلس خطاباَ الى الدكتور طلعت عفيفي وزير الأوقاف أبدى خلاله رفضه القاطع لأي شكل من أشكال تكريس التمييز ضد المرأة عن طريق مناهج التعليم، حيث تداولت وسائل الإعلام أخبارا حول قيام وزارة التربية والتعليم استناداً الى التقرير الذي اصدرته وزارة الأوقاف، بإستبدال صورة الدكتورة درية شفيق، وهى إحدى رائدات حركة تحرير المرأة المصرية،من كتاب التربية الوطنية للصفين الثانى والثالث الثانوى لعامى 2013/2014بصورة أخرى لأنها لا ترتدى الحجاب، بالإضافة إلى حذف صورة مجموعة من التلميذات في الكتاب، نتيجة لأنهن مكشوفات الرأس، واستبدالها بصورة أخرى بتلميذات مرتديات الحجاب.
واستنكر المجلس في خطابه موقف وزارة الأوقاف، حيث أنها ليست الجهة المختصه في إصدار مثل هذه التقارير، ولا يحق لها التدخل في شئون وزارة التربية والتعليم أوفي إبداء الرأى في المناهج التعليمية أو في تغيير التاريخ وأن وزارة الأوقاف معنية فقط بالشئون الدينية، مطالباً الوزير بسرعة استدراك الأمر والعمل على تصحيح هذا الوضع الخاطئ.

مجلس موازى

وأوضحت ميرفت تلاوي رئيس المجلس القومي للمرأة أن مؤسسة الرئاسة فى النظام السابق اطلقت مبادرة اُطلق عليها اسم "دعم حقوق وحريات المرأة المصرية" استهدفت الإنقضاض على دور قومى المرأة وانشاء مجلس موازى ينتقص من دوره، واستهدفت المبادرة ضع استراتيجية عمل ونظام جديد فى التعامل مع القضايا القومية يرتكز على المنهج العلمى فى التشخيص والتحليل والتوصل لحلول ناجحة بشأنها، رفع الواقع الحالى للمراة المصرية على مستوى كافة المحاور الاجتماعية والاقتصادية والسياسية، اقتراح حزمة من السياسات المطلوبة لتحسين أوضاع المرأة، اقتراح التشريعات والقوانين والاليات لتنفيذ هذه السياسات.
وجاء اطلاق المبادرة، بالتوازى مع محاولات حثيثة بُذلت من قبل مجلس الشورى، لحل المجلس عبر إطلاق دعاوى، ومطالبات بعض اعضاءه بنقل تبعيته للشورى وفى هذا الصدد ارسل المجلس خطاباً للرئيس السابق أوضح خلاله أن إنشاء المجلس جاء متوافقاً مع إرادات المجتمع الدولي في إيجاد آلية وطنية تعني بشئون المرأة وتضع سياساتها التنفيذية وتتواصل مع باقي أجهزة الدولة التنفيذية.
كما جاء فى الخطاب أن المجلس وفقاً لقرار إنشائه رقم 90 لسنة 2000 يختص برسم السياسات والبرامج المتصلة بالمرأة المصرية واستدامة تنميتها، وتحديد الأدوار الفاعلة التي تدعم مشاركتها في التحول الإيجابي للمجتمع على كافة الأصعدة السياسية والاقتصادية والاجتماعية وإدماجها في خطة الدولة، وهو بذلك آلية وطنية حكومية يجب أن تتبع سلطة تنفيذية ممثلة حالياً في رئاسة الجمهورية، حيث الإرادة السياسية لأعلى سلطة في الدولة لدعم سياسات المجلس.
كما جرى إتهام المجلس من قبل بعض الاعضاء بمعاداة الدين الإسلامى علاوة على تعرضه لحملة تشوية متعمد للنيل من دوره الملوس للنهوض بالمرأة المصرية، وتشويه صورته لدى الرأى العام.
وتم استدعاء المجلس لحضور جلسة بلجنة الأمن القومى بمجلس الشورى للرد على استفسارات أعضاء اللجنة بشأن معايير اختيار المدربين فى الدورات التدريبية التى ينظمها المجلس القومى للمرأة ومعايير اختيار اعضاء فروعه بالمحافظات.
ويتضح مما سبق أنه بالفعل كان العام الأسوأ للمرأة المصريةحيث لاقت الكثير في ظل حكم محمد مرسي وجماعة الاخوان مما دفعها للمطالبة بانهاء هذا الحكم الظالم.




المصدر ايجى نيوز







الاثنين، 26 أغسطس 2013

عمل الآباء لساعات طويلة قد يصيب الاطفال باضطرابات سلوكية

قال باحثون المان ان الآباء الذين يعملون لساعات طويلة للغاية طوال الاسبوع يخاطرون بالتسبب في اصابة اطفالهم من الذكور باضطرابات سلوكية والميل الى العنف والعدوانية.

وذكرت صحيفة ديلي ميل البريطانية ان دراسة شملت اكثر من الف و400 طفل وجدت ان الفتيان الذين يعمل آباؤهم اكثر من 55 ساعة اسبوعيا يكونون اكثر ميلا للعدوانية بينما لم تسجل الظاهرة نفسها عند الفتيات.
وقد اجرى البحث مركز ابحاث العلوم الاجتماعية في برلين لكن عينة الاطفال التي شملها كانت في غرب استراليا حيث يعمل واحد من كل خمسة آباء لمدة 55 ساعة على الاقل اسبوعيا عندما تتراوح اعمار اولادهم ما بين 5 و8 اعوام.

وقال الباحثون انه ينبغي اجراء المزيد من الابحاث للوقوف على اسباب تأثر الاطفال من الذكور بشكل خاص بساعات العمل الطويلة للآباء بينما لم يسجل اي تأثير على الاناث، كما ان طول ساعات عمل الام ايضا لا يؤدي فيما يبدو الى اصابة اطفالها بهذا السلوك العدواني مثل الاب.

واوضح الباحثون ان عمل الآباء لساعات طويلة للغاية يجعل الاطفال اقل خضوعا للمراقبة بعد المدرسة، لاسيما اذا كانت الام تعمل ايضا لوقت كامل.

واضافوا انه ثمة ادلة على ان الصبيان قبل مرحلة البلوغ لا يخضعون لرقابة كافية مقارنة بالفتيات عندما يتطلب عمل آبائهم التزاما طوال الوقت، مما ينمي لديهم مشكلات سلوكية.




المصدر ايجى نيوز


كيف يمكن تجنب الولادة المفاجئة؟

أرسلت قارئة تقول: أنا سيدة متزوجة منذ سبع سنوات ولدى طفلان، وحامل للمرة الثالثة، فى حملى الأول ولدت بشكل مفاجئ فى بداية الشهر التاسع، وتكرر نفس الأمر فى الحمل الثانى، ولكل بشكل أسوأ وتمت الولادة فى منتصف الشهر الثامن، والمشكلة التى أعانى منها هى أن الرحم ينفتح بشكل مفاجىء وسريع فما سبب تلك الحالة؟ وما هى الطريقة التى تجنبنى تكرار ذلك فى هذا الحمل؟ 
يجيب عن هذا السؤال الدكتور عطية أبو النجا استشارى أمراض النساء والولادة قائلا: الأسباب التى تؤدى إلى حدوث ولادة مفاجئة وانفتاح الرحم بشكل سريع، هى أسباب كثيرة، ومتعددة مثل ضعف عضلة الرحم، والتى تزداد ضعفا مع تكرار عدد مرات الولادة، ولذا نلاحظ أن الولادة الثانية جاءت بشكل مبكر عن الولادة الأولى. 
والعلاج الوحيد لتجنب تكرار تلك الحالة فى الولادة الثالثة هى إجراء عملية ربط لعنق الرحم، وتتم فى الفترة بين الأسبوع العاشر إلى الثانى عشر من الحمل، مع تناول الأدوية التى تمنع تقلصات الرحم. 
 



المصدر اليوم السابع


خضوع الأم لجراحات البدانة لا يحمى طفلها من البدانة

توصلت دراسة طبية إلى أهمية فقدان السيدة للوزن الزائد قبل الإنجاب لإمكانية تفادى الآثار السلبية المحتملة للطفل حيث تشير البيانات إلى ست من بين كل عشر سيدات يعانين من البدانة فى الولايات المتحدة التى من شأنها التأثير السلبى على صحتهن الإنجابية. 
تعد البدانة من أهم العوامل المساهمة فى الإصابة بالعديد من الأمراض منها عدم انتظام الدورة الشهرية ومضاعفة فرص الإصابة بسكر الحمل الأكثر شيوعا بين البدينات الحوامل. 
يأتى ذلك فى الوقت الذى أشارت فيه الأبحاث إلى أن بدانة الأمهات تزيد من فرص معاناة أطفالهن من نفس الداء مصحوبا بزيادة مخاطر الإصابة بالسكر وضغط الدم المرتفع فى وقت لاحق من حياتهم. 
ومن ناحية أخرى، أشارت الأبحاث – التى نشرت فى مجلة "علوم الطب متعددة الجنسيات "على الإنترنت- أن جراحات البدانة والتخلص من الكيلوجرامات الزائدة تسهم سريعا من التخلص من بدانة الأم إلا أنها لا تقى طفلها الإصابة بالعديد من المشكلات الصحية فى مراحل لاحقة من أعمارهم.  




المصدر اليوم السابع


دراسة: تؤكد ارتفاع مستوى وعى المرأة سياسيا بقنا

قال عادل غزالي مدير مشروع تنمية المشاركة السياسية للمرأة بمحافظة قنا (أحد مشروعات جمعية تنمية جنوب مصر والممول من الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية) أن المشروع قام بعمل دراسة بحثية لقياس مدى تأثير أنشطة المشروع خلال الفترة الماضية على المجتمع القنائى في دعم مشاركة المرأة سياسيا.

وأوضح غزالي أن المشروع استهدف المرأة المهمشة سياسيا بمراكز شمال محافظة قنا حيث يسيطر الرجال على العملية السياسية خاصة الانتخابات النيابية بالترشح والتصويت بالرغم من أن المرأة القنائية تمثل حوالي 50 % من تعداد سكان المحافظة.

وأشار إلي أن نتائج الدراسة البحثية أسفرت عن ارتفاع ملحوظ لمستوى الوعي السياسي للمرأة بمحافظة قنا بالإضافة إلى التغير الواضح في نظرة الرجل للمرأة واستشعاره بأهمية دورها سياسيا داخل المجتمع القنائى وأن الدراسة اعتمدت على الأبحاث الميدانية من خلال اللقاءات الفردية والجماعية ومجموعات العمل البؤرية والنقاشية.




المصدر ايجى نيوز


الأحد، 25 أغسطس 2013

وجوه في الزحام بطـلة المظـاهـرات

في يوم‏25‏ يوليو كانت دعاء محمد منصور في جولة بالسوق بحثا عن حقيبة طعام من ذلك النوع الذي يحتفظ بالحرارة‏,‏


فسوف تخرج غدا- كعادتها- مع أسرتها لتشارك في المظاهرات بعد أن وقعت قبل خروجها في مظاهرة30 يونيو علي استمارة تمرد هي وزوجها وابنتها لينضموا بذلك إلي الـ22 مليون مواطن الذين وقعوا عليها, أما الابن فرغم أنه لم يبلغ السن التي تمكنه من التوقيع علي الاستمارة فقد أصر علي الخروج في ذلك اليوم ليكون ضمن من رفعوا عدد الـ22 مليونا إلي أكثر من30 مليون متظاهر.. ولكن هذا اليوم سوف يكون من أيام رمضان ويجب أن يكون الطعام ساخنا, إذن لابد من وجود تلك الحقيبة لأنهم- نظرا للزحام الشديد المتوقع في الميدان- سيذهبون إلي هناك قبل الإفطار بثلاث ساعات علي الأقل, فكل معارفهم وأقاربهم, حتي من لم يسبق لهم المشاركة في أي مظاهرة من قبل, أكدوا لهم أنهم مشاركون في هذا اليوم.
فمنذ25 يناير2011 لم يفت دعاء- التي ستصل الخمسين من عمرها بعد أقل من عامين- مظاهرة واحدة حتي لو حالت الظروف بين مشاركة زوجها أو أبنائها, وكأنها موظفة توقع في دفتر الحضور والانصراف!.. فهي تعرف جيدا معني وجود هذا الدفتر لأنها كانت توقع فيه يوما ما.
حرصها علي التظاهر هو رد فعل لمعاناتها علي مدي سنوات طوال.. فهي من أسرة متوسطة وكان أبوها موظفا في شركة كبري للمقاولات لذا عرفت معني الشعور بالأمان المادي.. فالأب لم يكن يؤخر لها طلبا هي وأشقاؤها, وإذا استعصي عليه ذلك يمهلهم إلي أول الشهر.. فالمرتب مضمون والموعد معروف.. ومرت السنوات وحصلت علي بكالوريوس من المعهد الفني عام1987 وعملت بإحدي الشركات الاستثمارية بمدينة6 أكتوبر بمرتب مجز.. وهناك ارتبطت بزميل لها وتزوجا في شقة متواضعة دخلاها وهما يحملان الكثير من الأحلام في شقة أكبر وسيارة وأبناء في أفضل المدارس.
بعد إنجاب ابنتها وحملها في ابنها تعثرت الشركة ماديا مثل العديد من الشركات في مرحلة التسعينيات, وكانت الإناث أول الضحايا في قرار توفير العمالة, وبعد ذلك بعام جاء الدور علي زوجها الذي تم الاستغناء عنه هو أيضا في خطوة من خطوات تصفية الشركة.. وفي رحلة بحثه عن عمل قدم العديد من التنازلات واضطر للقبول بعمل لايناسب سنه ولا مؤهله وبمرتب يكفي بالكاد الضروري من احتياجات الأبناء, في حين فشلت هي في إيجاد فرصة عمل, وظلت أحوال الأسرة تسير من سيئ إلي أسوأ ورحلة تعليم الأبناء مستمرة ومتطلباتهم مثلها مثل الأسعار في ازدياد.
ولأن دعاء لم تعتد الحرمان في بيت والدها ولا في بداية حياتها الزوجية لم تستطع التقصير في مظهرها ومظهر أبنائها رغم ضيق ذات اليد.. وفي محاولاتها لتحقيق تلك المعادلة عرفت أسواق الجملة ومحلات البيع بسعر المصنع, وباعت مصوغاتها قطعة وراء الأخري لتلبية احتياجات الأبناء ومصروفات المدارس ولم يبق منها إلا القليل الذي قررت بيعه واستثماره في محل لبيع الملابس الجاهزة التي عرفت طريق تجارها ومصانعها, ودارت العجلة وظنت أن الحال انصلح مثل حال البلد بعد الدستور والانتخابات الرئاسية.. ولكن الأحوال الاقتصادية في ترد والغلاء في ازدياد والزبائن يترددون علي المحل للفرجة فقط, فقررت تشجيعهم علي الشراء بالتقسيط.. ولكن المعاناة تزداد يوما بعد يوم, فالبضاعة تتأخر إما بسبب اختفاء البنزين والاختناقات المرورية أو انقطاع الكهرباء.. وكل ذلك يلقي بظلاله علي الأسعار التي قلصت من حركة البيع لتعود المظاهرات والاعتصامات من جديد وتشل الحركة تماما وتغلق معها المحلات أبوابها..
ولأن الزبائن لاتريد الشراء بعد أن انضمت الملابس إلي قائمة الرفاهيات في ظل الغلاء الذي يتوحش يوما بعد يوم فلا حافز لديهم لتسديد ماعليهم, ولأن دعاء واحدة من الذين جربوا ضيق ذات اليد بعد اليسر فهي عاجزة- إنسانيا- عن اتخاذ أي إجراء ضدهم حتي لو كانت النتيجة حصولها علي حقوقها التي هي في أمس الحاجة إليها. أكثر من عشرين عاما من المعاناة- دون ذنب- في عهد الرئيس المخلوع وعهد الرئيس المعزول.. جعلت من دعاء خبيرة مظاهرات, بل وجاذبة لغيرها من المتظاهرات اللاتي تلهب حماسهن عندما يذهبن لمحلها لتقديم الأعذار لتأخرهن عن سداد الديون أو الفضفضة والشكوي من غلاء الأسعار فتحفزهن علي الخروج للتعبير عن الرأي, فهي تري أن الضغط الشعبي هو الذي سيدفع المسئولين للإسراع في خطوات الإصلاح خاصة أن الثمن المدفوع في هذا الضغط هو أغلي ما في الوجود لأنه دماء الأبناء.. وليس مجرد ثمن كولمان للمياه أو حقيبة للطعام.


المصدر الاهرام - سامية عبد السلام



لمسات

التل من أهم الأقمشة التي اعتمد عليها مصممو أزياء الأطفال لصيف هذا الموسم‏,‏ أما الألوان فأبرزها الأبيض


 والوردي والسماوي والفستقي الفاتح والأحمر والأصفر.


المصدر الاهرام


جسر النجاة‏!‏

بريد الجمعة يكتبه - أحمد البرى:

تستوقفني رسائل بريد الجمعة بكل ما تحمله من هموم ومآس‏,‏ واستفيد من تجارب أصحابها الكثير من العبر والعظات‏,‏ وها أنا أكتب اليك بحكايتي عسي أن أجد لديك ما يخفف بعض ما أعانيه من متاعب وآلام‏,‏ حيث انني صيدلانية اقترب من سن الثلاثين‏.وقد قضيت نصف عمري في بلد عربي بصحبة أسرتي وعشنا طوال هذه السنوات منغلقين علي انفسنا بفرمان من أبي الذي رفض اختلاطنا بالآخرين, ولم تغادر أمي المنزل مطلقا, أما أنا وشقيقتاي فلقد اقتصرت حياتنا علي الذهاب الي المدارس ثم العودة الي المنزل الذي تعيش أسرتي فيه ولا يتعامل معنا أحد, وحتي الجيران حولنا لم يسمح لنا بمجرد الحديث معهم.. ورضينا بهذه الحياة وتأقلمنا معها.
وعندما حان موعد التحاقي بالمرحلة الثانوية قرر أبي العودة الي مصر لكي التحق بالصف الأول الثانوي منذ بداية العام الدراسي, وركزت في دراستي وتفوقت وحصلت علي الثانوية العامة بمجموع كبير أهلني للالتحاق بكلية الصيدلة, وخلال هذه الفترة تحدث أبي مع أمي عن انه لم يستطع التأقلم مع الحياة في مصر, وزادت عصبيته بدرجة كبيرة وأصبح دائم الشجار والخلاف مع المحيطين به, فقرر فجأة العودة إلي البلد العربي نفسه بمفرده رافضا اصطحابنا معه واقتصر وجوده في حياتنا علي زيارات متباعدة, وتولت أمي رعايتنا, أما هو فلم يفكر الا في نفسه, ولم يعبأ بإحساسنا بغيابه وهو علي قيد الحياة, ولا بمتطلباتنا واحتياجاتنا المادية والنفسية مثل كل الأبناء, ووصل به الأمر الي حد افتعال المشكلات كلما شعر بأن والدتي ستطلب منه نقودا لتغطية نفقات المعيشة العادية فتارة يبادرها بقوله انه فصل من عمله, وتارة اخري يقول إنه مدين وليس معه ما يرسله الينا, وعلينا ان نصبر الي ان تتحسن الظروف, ومرت خمس سنوات علي هذه الحال حتي تخرجت في كليتي, واذا به يمتنع تماما عن ارسال أي مصاريف الينا وكأنه يقول عليك ان تتحملي انت المسئولية!
ولما كنت أتمتع والحمد لله بجمال الشكل والروح بشهادة من حولي فقد تقدم لي الكثيرون, ولكن أبي رفضهم واحدا بعد الآخر بحجة أن هذا غير مناسب وذاك غير جاد, أما من يطلب محادثته هاتفيا فإنه يختفي بعد المكالمة ولا نجد له أثرا ولا ندري ماذا قال له!
وبعد شهور عملت صيدلانية في شركة أدوية, وتقدم لي ضابط شرطة توسمت فيه حسن الخلق وطيبة القلب, أو هكذا بدا لي, وتصورت انه الشاب المناسب لي, وكرر والدي معه ما فعله مع السابقين ولكنه تمسك بي, وصمد في مواجهة أبي فزادني موقفه حبا له وإصرارا علي الارتباط به, واستقرت حالتي النفسية واقمنا حفل خطبة بسيطا ثم عقد القران, وعند تجهيز عفش الزوجية فهمت ان ابي كان يريد عريسا جاهزا ماديا ولا يكلفه شيئا, فلقد عرفت ذلك حينما بذلت معه جهدا مضنيا لكي يرسل لي مبلغا لشراء احتياجاتي اللازمة للزواج.. وبصعوبة بالغة اعددت الأشياء الضرورية وركزت هدفي علي نجاح حياتي الجديدة والقيت وراء ظهري كل ما قاسيته من متاعب.
وما هي الا ايام معدودة حتي صدمت بعصبية زوجي حيث بدأنا حياتنا معا بالصوت العالي والتذمر لأتفه الأسباب, وعرفت انه يحكي لوالدته كل شيء عنا.. من الطعام الذي أقوم بطهيه, حتي ملابسي في غرفة النوم, الي جانب شكه الدائم في تصرفاتي, فإذا فقد نقودا من محفظته يتهمني بسرقتها, واذا قمت للصلاة في الليل أو أمسكت بالمصحف لقراءة بعض الآيات القرآنية يقول انني بارعة في تمثيل التدين والبراءة والحياء الذي لم يعد له وجود هذا الزمن من وجهة نظره, وزاد علي ذلك ان عايرني بمعاملة أبي لنا وانني فعلا لا استحق الا هذه المعاملة..
ومضت الأيام بطيئة ثقيلة علي هذا النحو, باستثناء فترات قليلة أجده هادئا لكنه سرعان ما يعود الي عصبيته. وكثيرا ما طلب مني أن ارتدي ملابس ضيقة وطرحة تظهر من شعري أكثر مما تخفي حتي أجاري العصر.. وبعد اسبوعين فقط من الزفاف اصطحبني الي اطباء النساء خوفا من عدم الانجاب, ثم طلب ما هو اغرب من ذلك, وهو أن أعيش مع والدتي, ويذهب هو للاقامة مع اسرته, علي ان نلتقي في نهاية الاسبوع بشقتنا التي تقع في الدور العاشر بعمارة ليس فيها مصعد وذلك من أجل ان ندخر بعض المال.
وبعد ثلاثة أشهر حملت فلم يكترث لحملي, وهو الذي كان يسألني عنه منذ اليوم الثاني للزواج, ومع تزايد الضغوط النفسية, تعرضت لمتاعب شديدة فقدت علي أثرها جنيني وهيهات ان يلين له جانب, اذ استمر في غلظته وتعنته وصار مستحيلا ان استمر معه فلجأت الي دار الافتاء لمعرفة رأي الشرع فيما أنا فيه, وجاءتني الفتوي بجواز طلب الطلاق لأن الحياة بمثل هذه المنغصات من الصعب ان تستقيم, أو تعرف الي النجاح طريقا, فالاية الكريمة تقول وعاشروهن بالمعروف وحياتي معه تخلو من المعاملة الحسنة وهي محكوم عليها بالفشل إن عاجلا أو اجلا.
وبناء عليه جرت مفاوضات عديدة بيننا انتهت الي تنازلي عن كل شيء, وانفصلنا بعد ستة أشهر فقط واعتبرت هذا ابتلاء من الله لكنني لم اضع في حساباتي ابدا هذا المجتمع الظالم الذي ينظر الي المطلقة نظرة دونية ويعتبرها درجة ثانية ليس لها حقوق, وعليها ان ترضي بأي وضع, وتوافق علي أي شخص دون طلبات أو مواصفات, ولا مانع ان تكون زوجة ثانية لأي رجل حتي لو كان فارق السن بينهما كبيرا.
وتجاهلت كل من يتحدثون بهذا الفكر السطحي وانشغلت بحفظ القرآن وحضور الندوات الدينية واقتربت من سيدات كثيرات رشحنني لأكون زوجة لأبنائهن, ولكن ما أن تعلم الواحدة منهن انني مطلقة حتي تتراجع الي الخلف بضع خطوات وكأنني مصابة بمرض معد, أو تقدم لي التعزية كأن عزيزا لدي فارق الحياة!
وتعرفت علي طبيب من أعيان الصعيد وجدته رائعا خلقا وخلقة, ولم يسبق له الزواج, وعرف كل شئ عني ورضي به, وعقدنا القران واستعددت للزفاف, فاذا به يشكو من آلام حادة, وذهبت معه إلي طبيب متخصص في أمراض الذكورة وبعد فحصه قال لنا: إنه لن يمكنه الدخول بي إلا بعد اجراء عملية جراحية له.
كما أنه في الغالب لن يستطيع الانجاب.. فلم أمانع أن اقف الي جانبه مهما تكن حالته, لكنه رفض وتم الطلاق, وقد أعطاني حقوقي كاملة وطلب مني أن اكتم سره حرصا علي سمعته في محيط أهله ومعارفه.. وهكذا نلت ورقة الطلاق الثانية في غضون أشهر قليلة, وكأن العيب في, وليس فيمن يرتبطون بي.
واذا حدثني أحد عن الزواج ويجد تهاونا مني في شروط الزواج يغير رأيه ويذهب بلا رجعة. وهناك من يستغل احتياجي لتكوين أسرة, ويحدثني عن الزواج ثم اكتشف أنه يريد اللهو!
إنني لم أعد أثق بأي شخص, واني أسألك: إلي متي ستعاني المرأة المطلقة الأمرين في حياتها؟.. فالرجل المطلق يختار ويتزوج كما يشاء, اما المرأة المطلقة فتعيش دائما بين قوسين.. فأين المجتمع من القرآن الكريم, وما أوصي به بالنسبة للنساء, وما قاله رسول الله صلي الله عليه وسلم استوصوا بالنساء خيرا.
إن الأيام تمر ثقيلة ولا يخفف وطأتها سوي ركعتي صلاة بالليل, وبكائي بين يدي الرحمن, وقراءتي القرآن وتدبر آياته, ويقيني ان الغمة لأبد أنها ستنقشع حينما يأذن سبحانه وتعالي.
>> ولكاتبة هذه الرسالة أقول:
بالفعل يا سيدتي ما عانيته في حياتك من سوء معاملة زوجك, ثم طلاقك وعدم ارتباطك بزوج مناسب لك حتي الآن, هو نوع من الابتلاءات الكثيرة التي يختبر الله بها عباده, والتي هي إحدي سنن الحياة حيث يقول تعالي في كتابه الكريم لقد خلقنا الإنسان في كبد, ومن الطبيعي أن يحزن المرء لما قد يصيبه من ابتلاء, لكن ينبغي عليه ألا يجعله أزمة تسيطر عليه, وتشل حركته وتفكيره, وأن يسمو فوق متاعبه, وهو علي يقين بأن الله سوف يعوضه خيرا.
وأتذكر ما قاله بعض السلف الصالح, عن إنه اذا أراد الله بعبد خيرا سقاه دواء من الابتلاء والامتحان قدر حاله, حتي اذا هداه, أهله لأشرف مراتب الدنيا, وهي عبوديته لله وحده, ولأعلي ثواب الآخرة, وهو الفوز بجنته, فالخير كامن في المكروه, ولا يحمد علي مكروه سوي الله عز وجل, فلا تيأسي, واستمري في منهجك القويم بالتمسك بتعاليم الدين, ولا تلقي بالا لمن حولك, فنظرة البعض الي المطلقة هي في الحقيقة نظرة قاصرة, إذ ما أكثر الرجال الذين تزوجوا من مطلقات, وكونوا أسرا ناجحة, والمرأة المطلقة لا تختلف عن الرجل المطلق, فكلاهما استحالت عشرته مع شريك حياته, فراح يبحث عن جسر النجاة مع شريك آخر يتوافق معه, ويكملان معا مشوار الحياة, ومهما يطل الزمن فسوف يجد كل واحد نصفه الآخر بالصبر والعزيمة والرضا بما قسمه الله.
وانك بإيمانك القوي وعزيمتك التي لا تلين تستطيعين تحقيق كل أمانيك وأحلامك في غد أكثر إشراقا, فأنت واحدة ممن قال عنهم بروس بارثون هؤلاء الذين كانت لديهم الجرأة الكافية لأن يؤمنوا بأنهم يمتلكون بداخلهم شيئا خارقا يفوق ظروفهم.. هم فقط من استطاعوا أن يحققوا أشياء مدهشة فعلا.. فاستمري علي النهج الذي اخترته وسوف يأتيك نصيبك العادل في الحياة حين يأذن الله سبحانه وتعالي.
ولعل أباك يستوعب الدرس, ويعرف أن كنوز الدنيا كلها لا تساوي ما يفعله معكم, من الجفاء والبعد, وعدم الاهتمام, ولو أنه راعي الله فيكم ما أحس بما فيه من ضعف وضنك بالرغم من أنه يعمل بالبلد العربي منذ سنوات طويلة, فالقناعة كنز لا يفني, وما أوتي من مال فلن يقنع به, ولن يهنأ له بال لأنه جعله غايته في الدنيا, وبئس هذه الغاية, فالمال وسيلة للمعيشة ومواجهة شدائد الحياة, فليرض بما قسمه الله له, وعليه أن يعود الي رشده, وأن يجمع شمل الأسرة التي تفككت بسبب نظرته المادية القاصرة, فرعايته لك ولشقيقتيك ووالدتك يجب أن تكون الغاية الكبري التي يضعها نصب عينيه, وينسي ما عداها من غايات قبل فوات الأوان, أسأل الله له الهداية, ولك التوفيق والسداد, وهو وحده المستعان.




المصدر الاهرام