الأحد، 22 سبتمبر 2013

الرقص فوق النار

إنه يجعلني أضحوكة في عين نفسي علي الأقل‏...‏انا اكثر من يعرف انه يعبث بي‏,‏ ويحيك لي الاكاذيب تباعا الي حد الاستهتار‏..‏ هو حتي ينساني‏..‏ ينسي مواعيد غيابي ووجودي‏,‏ اسافر للمصيف بدونه لانه دائما مشغول
 واتمتع برفاهية شديدة علي الساحل الشمالي وهو في القاهرة يقول انه لا يستطيع ان يغادر التزامات عمله او يخلف مواعيده ومقابلاته مع اشخاص, اكتشفت بالوقت انهم جميعا عنده, يفوقونني اهمية وتأثيرا...
اضع وجهي في المرآة فأري جمالا مغموسا بالحسرة
وارتدي ثيابا انيقة غالية كل قطعة اشتريتها من رحلة تسوق في امريكا او اسبانيا او دبي او باريس, لكني معظم الوقت وحيدة, اقاوم الالم بالألوان الزاهية والورد المرسوم في اطراف الشال العريض او البلوزات الحرير.
اعمل بوظيفة جيدة, لكنها تترك لي وقتا كافيا للتفكير والحزن.
انا التي ترقص فوق النار, وتذهب لصالة البخار والمساج كي تتخلص من دموعها الزائدة وليس من وزنها الزائد..
انا سيدة مرفهة تعيسة, وجميلة مهملة, وعن زوجي اتحدث(!)
ذلك الرجل الذي أحببته, بل دعيني اصارحك انه ذلك( الوغد الذي احبه), يصفعني كل يوم بعلاقات نسائية لا يمل ولا يتوقف عن صنعها مع نساء بعضهن اعرف, والاخريات اشعر بهن عن بعد واستنتج تحركاتهن في حياته بغريزتي, ولأن عقلي مازال يتمتع بقدر جيد من الذكاء ومهارة ربط الاحداث وتحليل الاقوال العابرة وذلات اللسان..
نعم انا في مسلسل بوليسي عنوانه( فتش عن المرأة) والمشكلة انه مسلسل من70 حلقة ويعاد.. ويبدو انه بلا نهاية... الجزء المشرق من القصة انه علي قدر الوجع الذي يعتصرني, اكتشف اني احب هذا الرجل ولم افقد فيه او معه الأمل, بل اني اتمادي احيانا وافكر في ان اجد له عذرا ومخرجا, او ربما ابحث لنفسي انا عن العذر والمخرج الذي يحملني علي التكملة معه.
زوجي رجل شهير, يتمتع بقدر من الوسامة والاناقة والقدرة علي خلق حوار جذاب خاصة مع الجميلات, منصبه بالطبع يجعله علي قدر من الثراء والنفوذ المغري لعدد ليس قليل من النساء, خاصة المتسلقات والمغامرات والمغرمات بالاضواء معظمهن مصطنعات ومفعمات بالتفاهة وعمليات التجميل و السيليكون, لكن زوجي يحب ان يتأكد كل يوم انه( دونجوان) ذو تأثير طاغ علي الجنس اللطيف
ليس في الكون مشكلة اكبر من ان تلغي عقلك واحساسك معا, وهذا ما فعلته مرارا وتكرارا, كي احتفظ به, و بحقوق ولدينا و بالمؤسسة الشرعية التي بنيتها معه وحتي اكمل حياتي علي ما هي عليه..., فهل عندك انت حل اخر ؟؟؟؟



عزيزتي..
اقدر تماما احساسك بالوحدة والتعاسة, وبكل ما يجمعني بك علي الاقل كامرأة مثلك, اتعاطف مع معاناتك, لكن مع احترامي.. الم تتعلمي شيئا من البحر الذي تقضين وقتا طويلا معه, خاصة وانت تكررين السفر للساحل الشمالي كما ذكرت ؟
حاولي ان تكوني مثل البحر, يغضب ويزمجر, لكنه واسع وعريض ويستوعب كثيرا جدا, يعبر عن نفسه بطريقته و يتجاوب مع اوقات المد والجزر بقدر ما تسمح به طبيعته, والاهم انه لا يغادر مكانه ابدا مهما ساءت الامور..
لا تغادري مكانك ابدا, وانظري للمشهد من الشاطئ الاخر, ويكفي ان تتذكري زوجك وهو يتحدث في التليفون ويخفض صوته حتي لا تسمعيه و هو يحادث احدي صديقاته.. انه ينكر وجودها ولا يعترف واقعيا الا بقوة وجودك علي الارض.
انه يجردها من اي اعتراف رسمي ولا يتكلف لها اي استقبال ملكي و في الوقت المناسب يسحب السجادة من تحت قدميها, لأنك انت وحدك الملكة الشرعية المعلنة في حياته.. دعيه ولو لفترة يلهو ويستمتع بغريزة الصياد, وتأكدي انه في النهاية يسير في اتجاه اجباري نحو امرأة جميلة تحبه ولم تفقد فيه او معه الامل.. تلك الجميلة هي انت!


المصدر الاهرام - بريد الجمعة تكتبه: جيهان الغرباوي




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.