بريد الجمعة يكتبه احمد البري
ترددت كثيرا في كتابة رسالتي, وبعد تفكير طويل قررت أن أبعث بها إليك لعلك تجد لي حلا, فأنا أم في الخامسة والخمسين من عمري
ولكاتبة هذه الرسالة أقول:
من الواضح أن أزمة بناتك ترجع إلي عوامل نفسية في الأساس بعيدا عن السحر الذي استقر في عقلك الباطن, وجعلك تعيشين أسيرة أوهام لا وجود لها في الواقع, فلقد خيل إليك أنك تعرضت وزوجك في بداية حياتكما الزوجية للسحر الذي فرق بينكما في العلاقة الزوجية, كما تعرضت اختك له, ولم تشيري الي الطريقة التي تغلبتم بها علي هذه العقبة, وهل لجأتم إلي من فك هذا السحر, ثم كيف مضت مسيرتك مع زوجك طوال هذه السنوات وتحسنت علاقتكما بمرور الأيام, ولماذا لم تحلي مشكلة بناتك بالاسلوب نفسه؟
ان المخاوف الوهمية من تأثير السحر تسيطر علي الكثيرين وهي مخاوف لا وجود لها في الغرب, والمجتمعات المتقدمة ولذلك انطلقوا حياتهم متجاهلين المفاهيم المغلوطة حول تأثير السحر, لكن الأمر في مجتمعاتنا استمر علي ما هو عليه بتفسيرات دينية خاطئة أو بأحاديث موضوعة, وهنا يأتي دور مؤسساتنا الدينية لشرح صحيح الدين للناس.
ولقد حسم القرآن الكريم قضية السحر بقوله تعالي: وما هم بضارين به من أحد إلا بإذن الله وقوله أيضا.. وليس بضارهم شيئا إلا بإذن الله وعلي الله فليتوكل المؤمنون.. فالسحر لا يغير من قدر الله شيئا, ولا يحدث أمرا خارجا عن قضاء الله, حيث لا يقع شيء إلا حسب ما قدره سبحانه وتعالي وسبق به علمه.
وربما يكون ما تعانيه بناتك حالة نفسية نتيجة تعرضهن للحسد, نظرا لتفوقهن وجمالهن وأخلاقهن, وعلي المرء أن يستعيذ بالله من شر الحاسد, وفي ذلك يقول الشاعر:
أصبر علي حسد الحسود
فإن صبرك قاتله
فالنار تأكل بعضها
إن لم تجد ما تأكله
ولتعلمي ياسيدتي انه حتي لو صحت بعض أعمال السحر أو الحسد, فإنها تكون أمورا قدرها الله, والإنسان هو ما يترسخ في ذهنه ويستقر في قلبه ــ علي حد تعبير الدكتور محمد شوقي الفنجري ــ فمن لديه انطباع بأنه تعرض للسحر سوف يعاني هذا الاحساس طول حياته. ومن لا يهتم بهذه المسائل ولا يشغل نفسه وتفكيره بها لن يصيبه كيد ساحر أو عين حسود, شأنه في ذلك شأن من يترسخ في ذهنه أن العمل شيء جميل فسيتمتع به, في حين ان من لديه انطباع بأن بذل الجهد عبء وواجب ثقيل سوف يشعر بالتعب والإرهاق لأي مجهود مهما يكن بسيطا.
أيضا من يميل الي التشاؤم يجد دائما ما يدعوه الي الضيق في كل خطوة يخطوها حتي قيل بحق الشؤم عند التشاؤم, والعكس صحيح اذ أن من يميل الي التفاؤل يجد زادا منه في كل شيء يصادفه أو يطلبه, وقد قال رسول الله بشروا ولا تنفروا, ويسروا ولا تعسروا, وكذلك الأمر بالنسبة لمن يضع في ذهنه ان الحياة كئيبة مملة سوف يلقاها كذلك.. أما من يراها مشرقة مشوقة فسوف يجدها كما نظر اليها.
فلا تعتبري فشل الخطبة مرة أو مرتين نهاية المطاف, فالفرص سوف تأتيهن كثيرة, وعليك ان تنظري الي ان هذا الفشل مؤقت, وهو مجرد فرصة لخطبة مقبلة أكثر نجاحا وتوافقا, وليتك تتوقفين عن الثرثرة أمام بناتك في هذا الموضوع, وكونا انت وزوجك أمامهن سعيدين, فالبهجة والتفاؤل والمرح من أهم العوامل التي تساعد علي تحسين الحالة المزاجية, وأكثروا جميعا من قراءة القرآن, ولا تشعروا من يزوركم بحالة القلق التي تنتابكم أو أي مظاهر توحي له بما يعلق في أذهانكم من اعتقادات غير صحيحة من السحر والشعوذة, وان البنات معمول لهن سحر بوقف الحال وما شابه ذلك, وأتركي لهن الفرصة للتعارف مع من يتقدمون للزواج منهن, واحرصي علي اصطحابهن في الزيارات العائلية والمناسبات التي يدعوكم إليها الأهل والأصدقاء, فتتوسع دائرة معارفهن وتزيد فرص لقائهن بالشباب لاختيار الأنسب منهم.
وثقي أن الوقت لن يطول, وسوف يأتي بناتك من يقدرهن ويسعد بهن, ويسعدن بهم, فما أكثر الشباب العقلاء الذين يتطلعون الي الزواج من بنات عاقلات متدينات من أسر محافظة, ومادمتم تتمتعون بالسمعة الطيبة والأخلاق الحميدة والحياة المادية المستورة, فلا تخافوا, وليكن في يقينكم ان الأمان والنجاة من كل خوف أو حزن تكمن في أن يردد المرء في نفسه دائما, قل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا, وان حسبي الله ونعم الوكيل, وعلي الله فليتوكل المؤمنون, فليس هناك شيء أحب الي الله من الدعاء, وكونوا حسني الظن به سبحانه وتعالي حيث يقول في حديثه القدسي أنا عند ظن عبدي بي أسأل الله أن يكتب لكم راحة البال, وأن يفك كرب بناتك ويذهب عنهن كل ما يعكر صفو حياتهن, وهو وحده المستعان.
المصدر الاهرام
ترددت كثيرا في كتابة رسالتي, وبعد تفكير طويل قررت أن أبعث بها إليك لعلك تجد لي حلا, فأنا أم في الخامسة والخمسين من عمري
ويكبرني زوجي بعشر سنوات, ولدينا ثلاث بنات هن قرة أعيننا, وواجهنا متاعبنا بشجاعة وايمان, فلقد تعرضنا في بداية حياتنا لأعمال السحر والشعوذة وباعد بيننا الشيطان ولم نكن نعرف لذلك سببا, وقال لنا بعض المعارف ان هناك من لجأت إلي السحر للتفريق بيننا, لكننا تغلبنا علي مشكلتنا وحاولنا نسيان ذلك, ومضت حياتنا علي النحو الذي أراده الله لنا, ولم أنس تلك الشيطانة التي سوف يحاسبها الله علي جريمتها في حقي وحق شقيقتي التي تعرضت للمتاعب نفسها مع زوجها ولن نسامحها ما حيينا, ونسأل الله القصاص منها.
وكنت أتصور أنها توقفت عند هذا الحد لكن ما حدث لبناتي جعلني أشك في أنها مازالت مستمرة في إيذائها لنا, فلم يدخل عريس لإحداهن إلا وخرج دون أن يكمل المشوار مع انهن علي درجة كبيرة من الجمال والخلق والتدين وحاصلات علي شهادات عليا, كما أن وسطنا الاجتماعي جيد, وحالتنا المادية مستقرة ولا شيء يعيبنا.
ودعني أروي لك نماذج من العرسان الذين دخلوا بيتي طلبا لأيدي بناتي, وأبدأ بآخر عريس طرق بابنا منذ اسبوع لخطبة ابنتي الكبري, فلقد زارنا مرتين متتاليتين, ووافقت ابنتي عليه ووجدته سعيدا بها, واتفقنا علي ترتيبات الزواج في حضور أهله, وفي نهاية اللقاء الثاني عانق زوجي بحرارة وطلب رقم هاتف ابنتي فأعطته له, وانتظرنا ان يتصل بها أو أن يزورنا مرة أخري, وحاولنا الاتصال به للاطمئنان عليه فربما يكون قد حدث له مكروه, لا قدر الله, ولكن لا حس ولا خبر!
أما آخر عريس لابنتي الوسطي فلقد اتفقنا معه علي كل شيء واشترينا الشبكة وحددنا موعد حفل الخطبة, ونامت ابنتي تلك الليلة وهي مرتاحة لعريسها ثم فاجأتنا في الصباح بأنها لا تريده, وأصرت علي فسخ الخطبة وأعادت اليه الذهب الذي اشتراه لها وسط ذهول الجميع, ولا أدري سر النكبة التي نتعرض لها كل فترة, ولا القوة الخافية التي تسيطر علي بناتي وتدفعهن إلي رفض اتمام الزواج, أو ابتعاد من يتقدمون اليهن في آخر لحظة وبلا أسباب.
أما عن الصغري فقد تقدم لها أكثر من عريس, وفي كل مرة باءت محاولاتنا للحفاظ عليه بالفشل, والحقيقة اننا لم نر فيه عيبا, حيث انه حاصل علي الدكتوراه ومن أسرة محافظة وعلي خلق, ولما رأي اهله ابنتي وصفوها بالنسمة والحضور والجمال الهادئ وأحسست بنوع من الطمأنينة وأخذت أتمتم بالدعاء أن تكتمل الزيجة وينفك الكرب, وللأسف فإن ابنتي كان لها رأي آخر, وأصرت علي رفضه, ومازال هذا الشاب الذي لا يعيبه شيء يبعث إلينا بأمه, ويتصل بنا في المناسبات ونتبادل معه التهنئة بالأعياد, ويلح علي زوجي بإقناع ابنتنا به لكنها ترفض وتقول لو انه وحده في الدنيا ولا يوجد غيره فلن تتزوجة.
وهكذا تسير الأمور ببناتي, فإما أن يطفش العريس ولا يعود مرة أخري, وإما أن ترفضه البنت بلا نقاش, ولا تفلح معها كل الأساليب لإقناعها به, بمعني ان يحدث لها سدة نفس كما يقولون.
إنني مؤمنة بأن كل شيء قسمة ونصيب, وأن نصيبهن مكتوب, ولن يحدث لهن إلا ما قدره الله, ونحن قريبون منه بالصلاة والدعاء, ولا أتأخر عن كل من يطرق بابنا طلبا للمساعدة, وزوجي يحفظ القرآن كله.. لكننا فشلنا في حل مشكلة البنات الثلاث, ولا أدري ما إذا كانت الشيطانة التي حدثتك عنها قد نجحت في وقف حالهن, أم أن الفشل المتكرر الذي يواجههن أمر طبيعي ولم يأت لهن بعد من يتوافقن معه, كما أنني أخشي ان تمر السنوات ولا يتزوجن وقد يحل الأجل في أي لحظة, فنتركهن بلا سند ولا معين. وأرجو أن أجد حلا لمعاناتنا التي طالت, ولا حول ولا قوة إلا بالله.
وكنت أتصور أنها توقفت عند هذا الحد لكن ما حدث لبناتي جعلني أشك في أنها مازالت مستمرة في إيذائها لنا, فلم يدخل عريس لإحداهن إلا وخرج دون أن يكمل المشوار مع انهن علي درجة كبيرة من الجمال والخلق والتدين وحاصلات علي شهادات عليا, كما أن وسطنا الاجتماعي جيد, وحالتنا المادية مستقرة ولا شيء يعيبنا.
ودعني أروي لك نماذج من العرسان الذين دخلوا بيتي طلبا لأيدي بناتي, وأبدأ بآخر عريس طرق بابنا منذ اسبوع لخطبة ابنتي الكبري, فلقد زارنا مرتين متتاليتين, ووافقت ابنتي عليه ووجدته سعيدا بها, واتفقنا علي ترتيبات الزواج في حضور أهله, وفي نهاية اللقاء الثاني عانق زوجي بحرارة وطلب رقم هاتف ابنتي فأعطته له, وانتظرنا ان يتصل بها أو أن يزورنا مرة أخري, وحاولنا الاتصال به للاطمئنان عليه فربما يكون قد حدث له مكروه, لا قدر الله, ولكن لا حس ولا خبر!
أما آخر عريس لابنتي الوسطي فلقد اتفقنا معه علي كل شيء واشترينا الشبكة وحددنا موعد حفل الخطبة, ونامت ابنتي تلك الليلة وهي مرتاحة لعريسها ثم فاجأتنا في الصباح بأنها لا تريده, وأصرت علي فسخ الخطبة وأعادت اليه الذهب الذي اشتراه لها وسط ذهول الجميع, ولا أدري سر النكبة التي نتعرض لها كل فترة, ولا القوة الخافية التي تسيطر علي بناتي وتدفعهن إلي رفض اتمام الزواج, أو ابتعاد من يتقدمون اليهن في آخر لحظة وبلا أسباب.
أما عن الصغري فقد تقدم لها أكثر من عريس, وفي كل مرة باءت محاولاتنا للحفاظ عليه بالفشل, والحقيقة اننا لم نر فيه عيبا, حيث انه حاصل علي الدكتوراه ومن أسرة محافظة وعلي خلق, ولما رأي اهله ابنتي وصفوها بالنسمة والحضور والجمال الهادئ وأحسست بنوع من الطمأنينة وأخذت أتمتم بالدعاء أن تكتمل الزيجة وينفك الكرب, وللأسف فإن ابنتي كان لها رأي آخر, وأصرت علي رفضه, ومازال هذا الشاب الذي لا يعيبه شيء يبعث إلينا بأمه, ويتصل بنا في المناسبات ونتبادل معه التهنئة بالأعياد, ويلح علي زوجي بإقناع ابنتنا به لكنها ترفض وتقول لو انه وحده في الدنيا ولا يوجد غيره فلن تتزوجة.
وهكذا تسير الأمور ببناتي, فإما أن يطفش العريس ولا يعود مرة أخري, وإما أن ترفضه البنت بلا نقاش, ولا تفلح معها كل الأساليب لإقناعها به, بمعني ان يحدث لها سدة نفس كما يقولون.
إنني مؤمنة بأن كل شيء قسمة ونصيب, وأن نصيبهن مكتوب, ولن يحدث لهن إلا ما قدره الله, ونحن قريبون منه بالصلاة والدعاء, ولا أتأخر عن كل من يطرق بابنا طلبا للمساعدة, وزوجي يحفظ القرآن كله.. لكننا فشلنا في حل مشكلة البنات الثلاث, ولا أدري ما إذا كانت الشيطانة التي حدثتك عنها قد نجحت في وقف حالهن, أم أن الفشل المتكرر الذي يواجههن أمر طبيعي ولم يأت لهن بعد من يتوافقن معه, كما أنني أخشي ان تمر السنوات ولا يتزوجن وقد يحل الأجل في أي لحظة, فنتركهن بلا سند ولا معين. وأرجو أن أجد حلا لمعاناتنا التي طالت, ولا حول ولا قوة إلا بالله.
ولكاتبة هذه الرسالة أقول:
من الواضح أن أزمة بناتك ترجع إلي عوامل نفسية في الأساس بعيدا عن السحر الذي استقر في عقلك الباطن, وجعلك تعيشين أسيرة أوهام لا وجود لها في الواقع, فلقد خيل إليك أنك تعرضت وزوجك في بداية حياتكما الزوجية للسحر الذي فرق بينكما في العلاقة الزوجية, كما تعرضت اختك له, ولم تشيري الي الطريقة التي تغلبتم بها علي هذه العقبة, وهل لجأتم إلي من فك هذا السحر, ثم كيف مضت مسيرتك مع زوجك طوال هذه السنوات وتحسنت علاقتكما بمرور الأيام, ولماذا لم تحلي مشكلة بناتك بالاسلوب نفسه؟
ان المخاوف الوهمية من تأثير السحر تسيطر علي الكثيرين وهي مخاوف لا وجود لها في الغرب, والمجتمعات المتقدمة ولذلك انطلقوا حياتهم متجاهلين المفاهيم المغلوطة حول تأثير السحر, لكن الأمر في مجتمعاتنا استمر علي ما هو عليه بتفسيرات دينية خاطئة أو بأحاديث موضوعة, وهنا يأتي دور مؤسساتنا الدينية لشرح صحيح الدين للناس.
ولقد حسم القرآن الكريم قضية السحر بقوله تعالي: وما هم بضارين به من أحد إلا بإذن الله وقوله أيضا.. وليس بضارهم شيئا إلا بإذن الله وعلي الله فليتوكل المؤمنون.. فالسحر لا يغير من قدر الله شيئا, ولا يحدث أمرا خارجا عن قضاء الله, حيث لا يقع شيء إلا حسب ما قدره سبحانه وتعالي وسبق به علمه.
وربما يكون ما تعانيه بناتك حالة نفسية نتيجة تعرضهن للحسد, نظرا لتفوقهن وجمالهن وأخلاقهن, وعلي المرء أن يستعيذ بالله من شر الحاسد, وفي ذلك يقول الشاعر:
أصبر علي حسد الحسود
فإن صبرك قاتله
فالنار تأكل بعضها
إن لم تجد ما تأكله
ولتعلمي ياسيدتي انه حتي لو صحت بعض أعمال السحر أو الحسد, فإنها تكون أمورا قدرها الله, والإنسان هو ما يترسخ في ذهنه ويستقر في قلبه ــ علي حد تعبير الدكتور محمد شوقي الفنجري ــ فمن لديه انطباع بأنه تعرض للسحر سوف يعاني هذا الاحساس طول حياته. ومن لا يهتم بهذه المسائل ولا يشغل نفسه وتفكيره بها لن يصيبه كيد ساحر أو عين حسود, شأنه في ذلك شأن من يترسخ في ذهنه أن العمل شيء جميل فسيتمتع به, في حين ان من لديه انطباع بأن بذل الجهد عبء وواجب ثقيل سوف يشعر بالتعب والإرهاق لأي مجهود مهما يكن بسيطا.
أيضا من يميل الي التشاؤم يجد دائما ما يدعوه الي الضيق في كل خطوة يخطوها حتي قيل بحق الشؤم عند التشاؤم, والعكس صحيح اذ أن من يميل الي التفاؤل يجد زادا منه في كل شيء يصادفه أو يطلبه, وقد قال رسول الله بشروا ولا تنفروا, ويسروا ولا تعسروا, وكذلك الأمر بالنسبة لمن يضع في ذهنه ان الحياة كئيبة مملة سوف يلقاها كذلك.. أما من يراها مشرقة مشوقة فسوف يجدها كما نظر اليها.
فلا تعتبري فشل الخطبة مرة أو مرتين نهاية المطاف, فالفرص سوف تأتيهن كثيرة, وعليك ان تنظري الي ان هذا الفشل مؤقت, وهو مجرد فرصة لخطبة مقبلة أكثر نجاحا وتوافقا, وليتك تتوقفين عن الثرثرة أمام بناتك في هذا الموضوع, وكونا انت وزوجك أمامهن سعيدين, فالبهجة والتفاؤل والمرح من أهم العوامل التي تساعد علي تحسين الحالة المزاجية, وأكثروا جميعا من قراءة القرآن, ولا تشعروا من يزوركم بحالة القلق التي تنتابكم أو أي مظاهر توحي له بما يعلق في أذهانكم من اعتقادات غير صحيحة من السحر والشعوذة, وان البنات معمول لهن سحر بوقف الحال وما شابه ذلك, وأتركي لهن الفرصة للتعارف مع من يتقدمون للزواج منهن, واحرصي علي اصطحابهن في الزيارات العائلية والمناسبات التي يدعوكم إليها الأهل والأصدقاء, فتتوسع دائرة معارفهن وتزيد فرص لقائهن بالشباب لاختيار الأنسب منهم.
وثقي أن الوقت لن يطول, وسوف يأتي بناتك من يقدرهن ويسعد بهن, ويسعدن بهم, فما أكثر الشباب العقلاء الذين يتطلعون الي الزواج من بنات عاقلات متدينات من أسر محافظة, ومادمتم تتمتعون بالسمعة الطيبة والأخلاق الحميدة والحياة المادية المستورة, فلا تخافوا, وليكن في يقينكم ان الأمان والنجاة من كل خوف أو حزن تكمن في أن يردد المرء في نفسه دائما, قل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا, وان حسبي الله ونعم الوكيل, وعلي الله فليتوكل المؤمنون, فليس هناك شيء أحب الي الله من الدعاء, وكونوا حسني الظن به سبحانه وتعالي حيث يقول في حديثه القدسي أنا عند ظن عبدي بي أسأل الله أن يكتب لكم راحة البال, وأن يفك كرب بناتك ويذهب عنهن كل ما يعكر صفو حياتهن, وهو وحده المستعان.
المصدر الاهرام
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.