البداية عندما قامت إحدي المدرسات بإبلاغ أسرة الطفلة حنين أحمد علي البالغة من العمر9 سنوات أنها لا تهتم بشرح أساتذتها للدروس.وأن تركيزها قليل وتعاني السرحان في أثناء الحصص الدراسية وأنها ربما تكون مريضة نفسيا.. غير أن مفاجأة كبري كانت تنتظر حنين وهي أنه عندما تم إجراء اختبار ذكاء لها تبين أنها تنتمي لمجموعة عبقرية من البشر لا تتعدي نسبتهم5.0% عالميا, الأمر الذي دفع د.عصام حجي المستشار العلمي لرئيس الجمهورية بزيارة عيادة الأطفال بالصحة النفسية وأكد أنه لن يكون مقبولا أن يعاني هؤلاء الأطفال الذين يحتاجون إلي معاملة خاصة تناسب احتياجتهم.من جانب آخر.. وبعد استقبال د.محمود أبوالنصر وزير التربية و التعليم الطفلة حنين أكد أنه سوف يتم إنشاء3 فصول للموهوبين والعباقرة في إحدي مدارس المتفوقين, وذلك كبداية تعبيرا عن الاهتمام بهؤلاء الأطفال, كما يتم إرسال قوافل متخصصة للمحافظات للكشف عن هؤلاء العباقرة لرعايتهم تعليميا وتكون لهم معاملة خاصة علي قدر ذكائهم, بحيث لا يفقدون طفولتهم وفي نفس الوقت يتم تنمية ذكائهم.لا شك أن موضوع الطفلة حنين يدفعنا كآباء وأمهات أن نتساءل: كيف نكتشف عبقرية أبنائنا؟ و ما هو دور المدرسة في اكتشاف المواهب؟تؤكد د. جيهان جودة مدرس علم النفس التربوي بمعهد الدراسات التربوية بجامعة القاهرة أن الأم الذكية هي التي تهييء المناخ المناسب لتنمية قدرات الطفل الإبداعية وخاصة في المرحلة العمرية من3 إلي5 سنوات, فهي مرحلة مهمة جدا, بالإضافة إلي تهيئة الجو المحيط بالطفل واحتياجه لأسرة هادئة مستقرة, مع العمل علي استغلال السمات الشخصية للطفل مثل حب الاستطلاع و روح المغامرة والفضول.. و غيرها من الأشياء, فيجب علي الأم استغلال ذلك لتنمية القدرات الإبداعية من خلال الأنشطة والألعاب.وتضيف: لو قابل الوالدان أفكار الطفل غير المألوفة بالاستنكار والإهمال فإن هذا يجعل أطفالنا يتمسكون بالطرق التقليدية في التفكير ويخافون من التعبير عنها. أيضا الخلافات الأسرية لها آثار سلبية علي الطفل وتحد من ابتكاره.و تطالب بضرورة الحوار مع الطفل والاستماع له ومنحه فرصة للاعتماد علي النفس, وتوفير مكتبة صغيرة للطفل في منزله لننمي روح القراءة لديه لأنها مفتاح الإبداع.و يؤكد د.حمدي حافظ أستاذ الاجتماع بجامعة جنوب الوادي أن العباقرة هم نتاج العوامل الوراثية والتربوية معا وأننا نحتاج لبذل المزيد من الجهد للتعرف علي الأطفال من ذوي معدلات الذكاء العالية وعدم إهمالهم, ولذلك فإن الأسرة لها دور حيوي في اكتشاف مواهب أطفالنا في مرحلة مبكرة من عمرهم ورعايتهم لها وتنميتها.و يضيف موضحا أن الخطر الوحيد الذي يهدد ذكاء الطفل ويحد من عبقريته إهمال أسئلته وإهمال تفكيره واختراعاته, فمن الضروري تنمية كل هذه القدرات وعدم إشعاره بلامبالاة من الآخرين لأن ذلك يعجز الطفل, وأن اكتشاف وتنمية العبقرية لدي الأطفال لا يقتصر علي دور الأسرة فقط, فالمدرسة لها دور فعال منذ دخول الطفل رياض الأطفال, فهذه المرحلة العمرية تحتاج إلي الأنشطة والألعاب لتنمية المهارات والقدرات الإبداعية للطفل وأتصور في ضوء توجيهات وزارة التربية والتعليم, ولاسيما بعد اكتشاف الطفلة حنين ستكون المرحلة القادمة مختلفة تماما في طبيعة التعامل مع هذه النوعية من الأطفال.كما يؤكد د.عادل مدني أستاذ الطب النفسي بجامعة الأزهر إن للمدرسة دورا كبيرا في اكتشاف العبقرية, فيجب وضع أسئلة متخصصة للمتفوقين والعباقرة في المناهج الدراسية للتمييز بين الطالب العادي والطالب العبقري, كما يجب خضوع الطلاب لاختبارات الذكاء, فإذا كانت درجة ذكاء الطالب من125 وحتي135 فقد اقترب من حدود العبقرية وإن كانت من135 إلي145 سيكون موهوبا, ومن165 إلي185 فهو عبقري بدرجة عالية, ومن185 إلي200 فهو عبقري نادر.و يضيف: يجب علي المدرسة أيضا إقامة أنشطة تربوية تزيد من مهارات الطفل وتظهر مدي عبقريته وذكائه وتعمل علي تحفيز الطالب العبقري وتكريمه والإجابة عن أسئلته وعدم التقليل من شأنه لتنمية حافز الإبداع والابتكار لديه. أيضا تعلم الأطفال مهارات العزف علي الآلات الموسيقية مثل الكمان والجيتار والبيانو تجعل منهم عباقرة في المستقبل, حيث تعمل علي تعزيز مهاراتهم الحركية المتطورة وزيادة معدل التواصل والتركيز لديهم.كما يري د.عادل مدني أن العباقرة من صفاتهم أنهم منفتحون علي خبرات الآخرين وانطوائيون وطموحون, وهذه السمات مكتسبة بالوراثة, كما أن هؤلاء العباقرة يتشكلون حسب البيئة المحيطة بهم.
الأهرام
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.