القيادة بالحب هي أرقي أنواع القيادة, وقد حول نبينا الكريم مفهوم الحب إلي فن من فنون القيادة, فأعطي الحب للفقير حتي اغتني به وأعطاه للغني حتي زهد في ماله,
محمد مدحت لطفي أرناءوط
موجه عام لغة انجليزية سابق بالشرقية
وكان للصغار أبا رحيما وللكبار أخا كريما, وكان يأتيه العربي غليظا فيرجع إلي قومه فيقول: أسلموا ـ فقد جئتكم من عند خير الناس. ان القيادة الصحيحة هي التي تقود الارواح وتتعامل مع النفوس, وموهبة القيادة قليلة في البشر, فقد نجد في مائة رجل عشرة فرسان, ويقص علينا القرآن الكريم أنه عندما طلب قوم مابين السدين من ذي القرنين المساعدة والنصرة قال لهم ـ وهو غني عن جهودهم وأموالهم ـ فأعينوني بقوة أجعل بينكم وبينهم ردما فقد طلب منهم العمل معه حتي يزرع فيهم الايجابية وحب العمل. والقائد كالمزارع يتحمل مسئولية نتاج مايزرع. وعليه أن يحمي عمله ويصرف عنه مخاطر الاعداء وأن يحافظ علي ماهو صالح منه ـ كما قال الزعيم الراحل نيلسون مانديلا. وللشاعر الجاهلي لقيط بن يعمر قصيدة بليغة تتضمن من الصدق والنصح ما دفعني إلي أن أهديها إلي كل مصري. وأنقلها نثرا بتصرف: يالهف نفسي إن كانت أموركم شتي. ياقوم ـ إن لكم من إرث أولكم مجدا وقد أشفقت أن يفني وينقطع. قلدوا أمركم رحب الزراع بأمر الحرب مضطلعا. وليس بثقله مال يثمره عنكم ولا ولد يبغي له الرفعا. وقد أحسن الشعراء حين قالوا: إذا أحب الله باطن عبده ظهرت عليه مواهب الفتاح. وإذا صفت لله نية مصلح مال عليه العباد بالأرواح. وإذا أحب الله يوما عبده القي عليه محبة للناس. أليس واضحا الفرق الكبير بين مانديلا الذي بكته قلوب الملايين وهي فخورة به وشارون الذي يلعنه ملايين الضحايا وهم ساخطون؟ نحن نجل الرجل قدر ما جعلت مساعيه في سبيل البلاد ـ حقا ـ لايرأس الناس في عصر نعيش به إلا الذي لقلوب الناس يمتلك.
محمد مدحت لطفي أرناءوط
موجه عام لغة انجليزية سابق بالشرقية
المصدر الاهرام
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.