قررت منظمة الأمم المتحدة منذ عامين تخصيص العشرين من مارس من كل عام يوما للسعادة! وليس صدفة أن يكون هذا اليوم سابقا لبداية فصل الربيع، الوقت الذى تولد فيه الطبيعة من جديد وهو نفس اليوم الذى نحتفل فيه نحن بأغلى الناس ست الحبايب.وتحديد هذا اليوم للفت نظر العالم إلى السعادة التى يفتقدها معظم شعوبها له أهمية كبيرة، فإنسان العصر الحديث لم يعد لديه وقت للبحث عما يسعده ولم تعد الظروف السياسية والاقتصادية التى تجتاح العالم تساعد على ذلك، فتحولت الحياة بالنسبة للكثيرين لعقوبة يومية سواء كان هذا بالنسبة للرجل أو للمرأة.وقد رأى صاحب فكرة هذا الاحتفال أنه لابد من التمسك بالسعادة ويجب على كل منا أن يفكر فيما يمكن أن يسعده، وهذا ليس بالضرورة عن طريق البحث عن المستحيل، وقد وجد المتخصصون فى علم النفس والاجتماع أن الإحساس بالحب والأمان هما أكثر ما يمكن أن يسعد الإنسان.ولاشك أن الأم هى مصدر الاثنين، الحب والأمان معا، إنها تعطيك الحب بلا شروط ولا تنتظر منك المقابل، إنها تحرم نفسها من كل شيء لتضمن لك الأمان ويكفيك أن تلقى بنفسك فى حضنها لتنسى كل هموم الدنيا، ومع ذلك هل ذكرت أنت ماذا قدمت لها؟ هدية.. بضعة كلمات تعبر عن امتنانك لها قد يكون هذا جميلا لكنه ليس كافيا، فهذا الامتنان لمصدر السعادة والحب والأمان لابد أن يستمر فى كل أيام السنة ولا يقتصر على يوم واحد، حاول إلا تغضبها أن تشعرها بأهميتها وباحتياجك إليها مهما كبرت ومهما استقللت بحياتك، وإذا تقدم بها العمر كن صبورا معها ولا تشعرها أبدا أنها عبء عليك وتذكر أنك كنت يوما فى حاجة إليها لكى تعيش وتنمو وتنجح تذكر يدها التى امتدت إليك لتداويك مريضا أو لتربت عليك فى أزمة تذكر عيونها التى لا تنام إذا ما أصابك الأرق تذكر إحساسها بالشبع عندما ترى الطعام فى فمك، تذكر دعواتها لك التى تفتح الأبواب المغلقة فى وجهك.فلولاها ما كنت أنت وما كانت الدنيا، حاول أن تقدم لها الحب والسعادة كلما استطعت لترد جزء قليلا مما أخذته منها.
المصدر الاهرام
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.