الأربعاء، 16 يوليو 2014

الغلاء .. وأطباق اقتصادية على مائدة الأسرة

جاء قرار رفع أسعار البنزين والسولار المفاجئ ليرفع أسعار السلع على الأسر المصرية محدودة ومتوسطة الدخل، وقد واجهت الأم حاملة الهم عبئا كبيرا وخاصة فى شهر رمضان الكريم، معضلة كبيرة فى كيفية التوفيق بين ميزانية الأسرة المحدودة وزيادة الأسعار "المهولة" التي واكبت هذا القرار.
فهل كان هناك ضرورة لإصداره فى الوقت الذي كانت تعانى فيه من قبل وبطبيعة الحال الغلاء فزاد هذا القرار من عنائها عناء، وكيف تدبر ميزانية الأسرة فى ظل هذا الغلاء لتصنع أغذية موفرة ومفيدة لأولادها بحيث لا يشعرون أن هناك أزمة أو أى"ربط للحزام"؟
في البداية يقول د.رشاد عبده رئيس المنتدى المصري للدارسات الاقتصادية والإستراتيجية وخبير الاقتصاد الدولى، أنه بالفعل كانت الحكومة مضطرة لأخذ هذه الخطوة ذلك أن الاقتصاد المصرى في أزمة بسبب الأحداث التي مرت بها البلاد منذ أكثر من ثلاثة سنوات، والمشكلات العميقة والخراب الذي أحدثه الإخوان على الاقتصاد المصرى فى العام الأخير على وجه الخصوص، وكان من الطبيعى رفع الدعم عن الطاقة التى تعتبر العنصر الرئيسى فى القيام بالحياة اليومية حيث تعتمد الميكنة الزراعية وتكلفة نقل المحاصيل الزراعية على البنزين والسولار وكان من الطبيعى أن ترتفع أسعارهما.
وحتي تواجه ربة المنزل ارتفاع الأسعار هذا والذى انعكس على الأغذية والمأكولات من بقالة وخضراوات وفاكهة فعليها عدم الإسراف فى الولائم التى تقيمها والتى تقدم فيها الكثير من الطعام والتى يكون بواقى مصير معظمها فى صناديق القمامة, لأنها رغم دلالاتها على الكرم إلا أنها تزيد من فاتورة الاستهلاك حتى رمضان، فرمضان شهر عبادة وليس شهر إسراف في تناول الطعام. لذلك يجب الاقتصاد على مائدة الطعام-ليس في شهر رمضان فقط إنما فى جميع الأشهر التى خلقها الله.
أكلات لذيذة
وتقترح د.راوية رزق أستاذ التغذية بكلية الاقتصاد المنزلى كيفية الاستفادة من بواقى الأطعمة في إعداد وجبات مبتكرة, فعلى سبيل المثال يمكن الاستفادة من بواقى الدجاج ويمكن لربة المنزل خليها من العظام ثم فرمها وخلطها مع البطاطس المهروسة ولتشكل فى صورة أصابع وتغمس في البيض والبقسماط وتقلى فى الزيت وتقدم مع مكرونة أو أرز وسلطة خضراء وتكون بذلك وجبة غذائية متكاملة.
كذلك يمكن الاستفادة من بواقى اللحوم المطهية بفرمها وبإضافة المقدونس المفرى ومقدار من الصلصة البيضاء الثقيلة وقليل من الملح والفلفل ثم تشكل فى صورة كرات من الكفتة وتغمس فى البيض والبقسماط ثم يتم قليها في الزيت.
وبالنسبة لبواقى الأسماك يمكن وضعها في طاجن فرن مضافا إليها بعض الخضراوات كالجزر والكوسة والبطاطس..
ويمكن الاستفادة من الخضار المطهو المتبقى بحفظه في علب الثلاجة, وعند تناوله يمكن تقديمه في يوم آخر مع أطباق الشوربة أو السلاطة, مع مراعاة إخراج ربة المنزل الكميات المناسبة من الفريزر التى تكفيها وأفراد أسرتها حتى لا تضطر إلي إعادته مرة أخرى لحالة التجميد، أما بواقي الفاكهة فيمكن الاستفادة منها بعمل طبق سلاطة الفاكهة أو عمل مشروبات وعصائر، ويمكن مقاطعة السلع الغالية من الخضار والفاكهة واستبدال أخرى أرخص سعرا خاصة فى الخضار والفاكهة مما سيضر التجار إلى خفض الأسعار لأنها سريعة التلف.
ووفرت الحكومة المواد الغذائية بالجمعيات الاستهلاكية والفئوية والأسواق المجمعة لعرض مختلف السلع فيها بهامش ربح محدود، وهناك اقتراح أن تعقد الحكومة معاهدة بين التجار وإتحاد الغرف التجارية لهامش ربح محدد على أقصى تقدير 25% لمصلحة الفقراء، وإن لم تلتزم تعلن الحكومة أسمائهم بوسائل الإعلام من خلال القائمة السوداء.
وأخيرا يجب أن يتحمل جميع أفراد الشعب تلك الظروف التى تمر بها البلاد حتى تمر الأزمة وتزيد فرص العمل.
ا

المصدر الاهرام


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.