الخميس، 19 يونيو 2014

ماذا تفعل زوجة البخيل؟

من أسوأ الصفات التي يتصف بها الإنسان صفة البخل، ولقد ذم الاسلام البخيل وتوعد الأشحاء والبخلاء،
ولا يوجد أسوأ من زوج بخيل تبتلى به الزوجة، فالزواج منه مصيبة تقود غالباً إلي الطلاق. فكيف تتصرف الزوجة مع زوجها الشحيح الذي يخرج النقود من جيوبه بصعوبة وضيق، ولا يعطيها ما يكفيها وأولادها من مصاريف البيت ولوازم الحياة؟ وهل يجوز لها أن تأخذ من ماله دون علمه؟
كان لـ «للقوارير » وقفة مع الفقهاء للإجابة عن هذه الأسئلة

في البداية يقول فضيلة الدكتور علوي أمين خليل أستاذ الفقه المقارن بكلية الشريعة والقانون بجامعة الأزهر:

إن حقوق الزوجية متعددة ، منها ماهو مالي كالنفقة والسكن ومنها ماهو معنوي، ومنها ما يلزم كلا الزوجين، أو يلزم أحدهما كالنفقة الواجبة على الزوج ، استدلالاً بقوله تعالى (وعلى المولود له رزقهن وكسوتهن بالمعروف) (البقرة:233)وغيره، ويعني وجوبها على الأب، لأن النفقة مقابل قيامهن بحق الوالد والولد،فلابد وأن يعلم الزوج أنه إن قام بهذا الحق فليس له منّة ولا فضل، وإنما يقوم بأداء واجب عليه، وحسبنا حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( كفى بالمرء إثماً أن يضيع من يقوت )وحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم : (وإنك لن تنفق نفقة تبتغي بها وجه الله إلا أجرت بها حتى ما تجعل في فم امرأتك)وحديث : (لا يجتمع الشح والإيمان في قلب عبد أبداً) . فالتقصير في النفقة يعتبر إثماً من أشد الآثام ، وهو من الكبائر حالة القدرة عليها ، كما أن القيام بها يعتبر قربة من القربات التي يتقرب بها إلى الله تعالى، ويثاب عليها المسلم ، فإذا هو قصر فليعلم أن إيمانه مايزال ناقصاً مضطرباً ، لأن الرازق هو الله تعالى دون سواه ، بل قال تعالى: (نحن نرزقهم وإياكم) (الإسراء 31) فإنما يرزق المرء برزق من يقوته ويعوله إذ قدم سبحانه و تعالى أولاد الشخص وأهله عليه، فتكون النتيجة أن الرزق يكون لكم أيضاً بعدهم ، فهم سبب رزقكم ، فكيف ببخل الشخص وامتناعه عن أداء حق من يلوذ به، ويركن إليه، بل ومن لاحول ولاقوة له من أطفال صغار ، بل وإن البخيل لا يدخل الجنة دون أن يحاسب على بخله وشحه ، يقول الرسول صلى الله عليه وسلم: (لا يدخل الجنة خب ولامنان ولابخيل) بل إن الشحيح يضيع على نفسه أجراً وثوابًا ، ويضيع على نفسه تكفير ذنوبه ومعاصيه وجرائمه ، لأن السعي على العيال فيه أجر عظيم لقوله صلى الله عليه وسلم: (ماأنفق الرجل على أهله فهو صدقة) .

ويضيف د. علوي: ولم يترك الفقهاء الزوج البخيل دونما مساءلة فقد ذهب الجمهور إلى جواز طلب الزوجة طلاق نفسها من القاضي رغماً عن زوجها البخيل إن لم يدفع نفقتها ، وذهب الحنفية إلى سجنه.

ويجوز أيضاً لزوجة البخيل أن تأخذ من مال زوجها البخيل ما يكفي للإنفاق عليها وعلى أولادها بالمعروف أي ما تحصل به الكفاية من غير تقتير ولا إسراف.

ويدل على ذلك ما ورد في قصة هند زوج أبي سفيان كما رواها الإمام البخاري في صحيحه حيث قال البخاري: « إذا لم ينفق الرجل، فللمرأة أن تأخذ ما يكفيها وولدها بالمعروف»، ثم روى بسنده عن عائشة رضي الله عنها، أن هنداً بنت عتبة قالت: يا رسول الله، إن أبا سفيان رجل شحيح، وليس يعطيني ما يكفيني وولدي إلا ما أخذت منه وهو لا يعلم، فقال رسول الله: "خذي ما يكفيك وولدك بالمعروف"، والمراد بالمعروف، أي أنها تأخذ القدر الذي عرف بالعادة أن فيه الكفاية لها ولولدها.

 ويحذرالدكتور محمد الشحات الجندي عضو مجمع البحوث الإسلامية من الوقوع فريسة لهذه الصفة الذميمة التي تخرب البيوت، ويضيف: «الغريب أن بعض الأزواج الذين يدَّعون أنهم ملتزمون بدين الله،و يخلطون بين البخل والتدبير. ولهذا نذكر الأزواج بقوله، صلى الله عليه وسلم: «البخيل بعيد عن الله، بعيد عن الناس، بعيد عن الجنة، والكريم قريب من الله، قريب من الناس، قريب من الجنة».

وننصح الزوجات بأن يتصفن بالقناعة، ولا يخلطن بين طموحاتهن التي بلا حدود وبين تدبير الزوج لأمور بيته حتى لا يستدين، وأن يتأملن قول رسول الله، صلى الله عليه وسلم: «انظروا إلى من هو دونكم ولا تنظروا إلى من فوقكم، فإنه أجدر ألا تزدروا نعمة الله عليكم». ويجب أن يعلم الزوجان أن البخل والإسراف لا يجتمعان مع الإيمان، بل إنهما أكثر ما يهدد الأسرة، لهذا نهى الإسلام عنهما فقال تعالى: «وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ» آية 9 سورةالحشر. والزوج البخيل قد يدفع زوجته للكذب وسرقته، وهذه ليست من صفات الزوجة الصالحة، لهذا ننصحها بالصبر على زوجها البخيل وأجرها الجنة.



المصدر الاهرام


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.